الأحد، 21 أغسطس 2016

مبارك الفاضل يضع بعض الملح على جراح الصادق المهدي!

من المؤكد أن الوجود السياسي الظاهر للسيد مبارك الفاضل فى اجتماع الجمعية العمومية للحوار الوطني ليلة السبت 6/8/2016م أثار كوامناً سياسية خاصة في نفس السيد الصادق المهدي في منفاه الاختياري، الذي فاق إمتداده الزمني كل تصور!
 المهدي الذي فرض على نفسه مشاهدة الفعل السياسي الوطني وهو يسير بسلاسة وعلى قدم وساق من على البعد ومن خلال شاشات الفضائيات السودانية الحكومية والخاصة لا جدال فى أنه تقلب في فراشه طويلاً في تلك الليلة الليلاء وهو يرى -على الأقل- إن منافسه اللدود مبارك الفاضل في عمق المشهد الوطني العام يدلي بدلوه ليحدث ويناقش ويبدي رأيه!
 لسنا هنا بصدد استعراض (خبايا) ما بين الرجلين من غيرة سياسية أو تنافس أو خلاف في النظر والفعل. فتلك نقطة نزاع جوهرية ضمن إطار الصراع الخفيّ الدائر داخل ردهات حزب الأمة القومي. الذي يهمنا هنا هو التساؤل المشروع والمربك حول دوافع ومبررات السيد الصدق المهدي لاختيار ملجأ خارجي لكل هذه المدة وفي الوقت الذي يرى ويشهد فيه الأحداث تدور داخل بلاده. يرى حملة السلاح ما زالوا يحملون السلاح ضد الحكومة يحضرون وقائع الحوار وجمعيته العمومية! يرى ناشطين وناشطات قارعوا الحكومة لعقود مثل (تراجي مصطفى) وهي تطلق آراءها الوطنية بحرية كاملة على منصة الجمعية العمومية وهي تحضر للمرة الثانية دون ان يعترض لها أحد!
 وربما امتد التساؤل في دخيلة السيد الصادق المهدي وهو ساهر مسهد في فراشه القاهري للمقارنة ما بين القدر الذي امتلكته (تراجي) من الشجاعة والجرأة الوطنية رغم كونها أقل تاريخاً واقل زعامة، وما بين رجل يتزعم حزباً سياسياً فاق عمره الـ60 عاماً ويؤم الانصار! ما الفارق بين الاثنين؟ ولماذا نجحت تراجي ولم يفعل الشيء نفسه السيد الصادق المهدي؟
 هي طبعاً تساؤلات بلا إجابات حالية وبلا إجابات نهائية، ولكن ما يدفعنا للتأكيد على ان السيد الصادق الذي اختار هذا الوضع، ربما بات ليلته تلك وهو غير راضي ولا منسجم مع اختياراته هذه، إقرار الرجل في حوراه حديث أجرى معه قبل أشهر بأن ما كان بينه وبين صهره الراحل د. حسن الترابي كانت فيه (غيرة سياسية) وصفها الرجل (بعدم التجانس الكيمائي) بما يمكن أن يستشف منه أن الأمر نفسه ربما حدث له بأن مواقفه من ابن عمه اللدود مبارك الفاضل، والأخير -ولفرط إلمامه بطبيعة ونفسية السيد الصادق- ما فتئ يتقدمه في التكتيك، والتحرك وهو يستصحب معه ذهنية ابن عمه بدقة، ولا يجد حرجاً في استخدامها لصالح أوراقه السياسية!
مبارك الفاضل رغم كل ما هو مثقل به من مواقف سياسية سابقة، نجح في إثارة (نقطة بالغة الألم والحساسية) في قلب ابن عمه السيد الصادق المهدي، وتلك قضية لها تداعياتها ومآلاتها ولن يطول الأمر طويلاً حتى تتبدى للعيان!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق