الخميس، 25 أغسطس 2016

عبد الواحد محمد نور.. مباراة خارج الملعب!

الوحيد الآن الذي تعمّد ان يعزل نفسه ويتجاهل الحراك السياسي والمفاوضات من بين الحركات الدارفورية المسلحة –عبد الواحد محمد نور! ومع أن للرجل اسبابه و (جراحاته) الخاصة كونه آخر المهزومين ميدانياً وأن عرشه فى سفوح جبل مرة قد
تهاوى وسقط، إلا ان غيابه من ما أسماه السيد الصادق المهدي (عرس السودان الكبير) بالقطع يثير الريبة والاستغراب.
وليس ببعيد أن يكون الرجل يعيد التفكير فى ما آل اليه حاله، والطريقة المثلى المتاحة امامه لإعادة تسويق حركته، ولكن هل تبقت للرجل خيارات يمكن ان يعتد بها ؟ لا شك ان عبد الواحد ومنذ ان إفترق عن صديقه القديم مناوي فى حسكنيتة 2005 كان بلا خيارات.
وإذا جاز لنا إطلاق  صفة الخيارات على رفض التفاوض والتمترس خلف المواقف المتصلبة، دون وجود إمكانية حقيقية لإحداث فرق من الناحية العسكرية، فهذا كان الخيار الوحيد لشاب يافع دفعت به الأقدار الاقليمية والدولية واستراتيجيات قوى مشبوهة بعينها لكي يكون جزء من أزمة اقليم دارفور.
لا يعرف أحد على وجه الخصوص ما هي طبيعة تطلعات الشاب ذي الخلفية الماركسية المنقوصة التى لم تجاوز -تجربة وعمراً- ردهات اركان نقاشات الجامعة! فإذا كان الرجل يسعى لكي يتقدم صفوف اللعبة السياسية فى السودان بحيث يصل الى القمة السياسية فهذه وإن بدت ممكنة لمن يخوض معركة انتخابية عامة، فإنها فى حكم المستحيل لمن يعتمر قبعة قش فضفاضة وقميص مزركش، وبندقية سريعة الطلقات!
من المستحيل ان يتقبل الواقع السياسي السوداني الحكم عن طريق استخدام البندقية إنطلاقاً من الاطراف! لقد جرب الدكتور جون قرنق ذات التكتيك ولم يجدي فتيلاً رغم الفارق الجوهري المهول بين الاثنين. فإن أضفنا الى كل ذلك ان اقليم دارفور نفسه وعلى مستوى حركاته المسلحة غير موحد ومتجانس بدليل وجود 3 حركات كل واحدة أضعف من الاخرى فإن مأزق عبد الواحد يتزايد بقوة.
وإذا قلنا ان الرجل عازم –بدعم من الخارج- على فصل الاقليم مستقبلاً وتولي شأنه، فإن تكرار تجربة الصراعات الاثنية –الجارية الآن على دم وساق فى دولة جنوب السودان– تصبح إعادة انتاج مأساة لا يمكن حتى لغير العاقل ان يسمح بها. وأخيراً، اذا قلنا ان عبد الواحد ينتظر –بصبر ومثابرة– سقوط النظام في الخرطوم، ومن ثم يصبح جزء من المعادلة المقبلة فإن الرجل حتى على مستوى حركات دارفور–لم يستطع تقدم الصفوف ووجد نفسه في الجبهة الثورية يجلس على معقد خلفي بالي، فكيف به اذا ما أصبح جزء من ساحة سياسية كبرى واسعة النطاق؟
 إن امثال عبد الواحد فى واقع الأمر، نماذج (لتماثيل) جامدة تظل موجودة ولكن لا تحدث أثراً، ولا تبني مستقبلاً، ولا يمكن الاعتماد عليها في اي عمل إيجابي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق