الأحد، 21 أغسطس 2016

جولة أديس الجديدة والحيلة القديمة

أكثر من اثنتي عشرة جولة مضت تباعا من مفاوضات المنطقتين (جنوب كردفان والنيل الأزرق) دون أن تحقق نقلة نوعية من مربع الحرب إلي السلام أو تردم (جرف) الثقة المتهالك أصلاً بين الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال قبل أن يفيض به كيل التوقيع علي الخارطة والتملص عن السير في الطريق الذي حددته الخارطة.
وهاهي الأحاديث تتري عن جولة جديدة في غضون أسبوعين، فما هو الجديد المتوقع في الجولة المزمع التئامها؟ وهل ستجاوز المربع الأول الذي اعتادت عليه الحركة الشعبية بحركتها المتأرجحة في دستة جولاتها التي سبقت التوقيع علي الخارطة، أم تتمترس في حائط الصد الذي أعقب الخارطة باجترار العقبات وزرع الألغام في الطريق والحيلولة دون الاتفاق علي وقف فوري لإطلاق النار ووقف دائم للعدائيات؟ للإجابة علي هذه الأسئلة يجب النظر في مصالح ومكاسب كل طرف سواء الحكومة أو الحركة الشعبية قطاع الشمال أو حتي حركات دارفور (العدل والمساواة جناح جبريل، وتحرير السودان بقيادة مني).
بالنسبة لحركات دارفور يعتبر تطويل جولات التفاوض – في تقديري – مفيداً لها لأنها تفتقر لأي وجود فعلي ميداني علي الأرض في دارفور وفقدت قدراتها العسكرية وملتها حاضنتها الاجتماعية وممولوها من وراء الحدود، وكلما طال أمد الحوار وتمنعت في مواقفها وخضعت للمزيد من الأحاديث الصالونية والفندقية العابرة للحدود سواءً كانت ضاغطة لها باتجاه السلام أو دافعة لها تجاه الممانعة كلما زادت وضخمت من وزنها وعززت من كسبها، لذا لا أتوقع لها عاجل استجابة فهي المستفيد الأول من المنبر الذي أعادها إلي السطح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق