الخميس، 25 أغسطس 2016

أكاذيب (عرمان) تلتقطها القاهرة

هل يمكن أن نصادف من يصدق أن ياسر عرمان تاجر الحرب القديمة والمستأنفة همه هو ظروف النازحين في المنطقتين ودارفور ومعاناتهم؟
هل يوجد هناك من يصدق أن عرمان كما زعم في مؤتمر صحفي رصدته السلطات المصرية يوم 15 أغسطس الجاري أنه ينزل عند رغبة الشعب السوداني بما فيهم المعانون في المنطقتين من الحرب والنازحين في دارفور من أجل السلام لصالحهم.
هل هناك من يصدق حديث عرمان حول عدم رفضهم السلام والحوار.. لكنهم في الحركة الشعبية لم يجدوا طرفاً يتحاورون معه ولا حكومة في الخرطوم يمكنها إدارة سلام ومصالحة.
وهل إنهاء معاناة المواطنين وحياة النزوح والسلام لابد أن يكون بتحقيق المصالحة مع جماعة عرمان في قطاع الشمال.
لكن هل داخل الجبهة الثورية نفسها التي تضم قطاع الشمال كراع دكتاتور لها توجد مصالحة وروح تعاون تجعلها مهيأة للحوار مع الطرف الحكومي.
كلا.. طبعاً فقد حدث تنافس حاد بين قائمة الحركة الشعبية التي دعمها عرمان وقائمة أخري تقود الإصلاح الضروري طبعاً داخل الحركة الشعبية التي يقودها السيد رمضان حسن ومعه الدكتورة سوسن محمد المكي.
لكن فكرة الإصلاح داخل الحركة الشعبية تترجمها شلة عرمان بأنها فكرة تيار يمثل جناحاً للمؤتمر الوطني برئاسة عمر البشير.
وأكثر من ذلك تتهم الشلة أصحاب فكرة الإصلاح بأنهم يتواصلون مع سفارة السودان في كمبالا.
وأسوأ من ذلك سوء الأدب الذي تتعامل به شلة عرمان مع الزملاء الإصلاحيين إلي درجة الاعتداء الغاشم.
وجماعة عرمان كأنها مبرمجة لأغراض لا علاقة لها بمزاعم الحركة حول الاهتمام بالنازحين والمعانين بالحرب.. كأنها برمجة مصالح في تجارة الحرب والحرب تدور حتي داخل الجبهة الثورية.
وقد تطور خلاف طبيعي إلي مشادة كلامية بين قائمة شلة عرمان ومجموعة الإصلاح ووصلت إلي الاعتداء بالضرب علي بثينة إبراهيم دينار.
ثم تنقل المعتدي عليها لحالتها الخطرة إلي المستشفي وبلاغ عند الشرطة.
وعرمان يقول لم نجد من نحاوره.. فهل هو موجود وجاهز للحوار بهذه السلوكيات حتي يبحث عن الطرف الآخر ليحاوره.
واخشي أن تصدق القاهرة كل ما ترصده حول أنشطة التمرد.. والقاهرة طبعاً فشلت إقليمياً في أن تلعب دور الوسيط المحايد الذي تقوم به أديس أبابا .
لكنها تنجح في الرصد والمتابعة لتفاصيل اجتماعات المعارضة المسلحة .. لماذا يا تري؟
ويرد علي عرمان اعتراف قيادات نداء السودان .. فقد قالوا (تعرضنا لضغوط مكثفة من قبل المجتمع الدولي للتوقيع علي خارطة الطريق).
الحكومة السودانية متهمة في هذا السياق بأنها كانت تعمل لاستصدار إدانات دولية ضد قطاع الشمال.
عرمان في نظر النوبة غصة في حلق المفاوضات التي تؤدي إلي رفع المعاناة.
عرمان بما لا يرضي النوبة تستطيع أن تحكم عليه بأنه تاجر حرب.. أما مجرم حرب هذي نتحدث عنها غداً والأيام التالية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق