الثلاثاء، 16 أغسطس 2016

خيبات متوالية!

مرة أخرى فشلت المفاوضات نعم هذا لم يعد خبراً، لم يكن متوقعاً غير ذلك. الحركات المسلحة وهي توقع خارطة الطريق، وافقت على العموم، تجنباً لغضب المجتمع الدولي، وهربت عبر التفاصيل.
ظللت على قناعة بأن الطريقة التي يتم بها التفاوض بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة بأديس أبابا، لن تأتي بشئ!
جولات وجولات وحصاد أصفار.
وجود الوسطاء والمستشارين وكثافة الحضور الإعلامي، كل ذلك يفتح الباب أمام المزايدات، ويرفع سقف المطالب، ويزيد من حدة التمسك بالمواقف.
ذكرت هذا من قبل، حينما تستمع لياسر عرمان بصورة مباشرة، دون توثيق صحافي أو وجود وسطاء، تجده شخصاً مختلفاً، وحريصاً على التواصل مع الجميع بصورة إيجابية يبحث عن حلول ذكية، يضع من خلالها كل طرف (قدمه في حذاء الآخر).
البناء على المشتركات، والاتفاق على سبل إدارة الخلاف، وتجنب الضغط على مناطق الألم.
في تلك الجلسات يقدم عرمان مقترحات ذات طبيعة توافقية، وتجده قابلاً للمساومات وتقديم التنازلات، للالتقاء مع الآخر في منتصف الطريق.
ما إن ينتقل عرمان للتصريحات الإعلامية وتمتد أمامه آلات التسجيل، وتشتعل الفلاشات أمام عينيه، حتى تتلبسه حالة المقارعة والمبارزة السياسية، على طريقة أركان النقاش، القائمة على الانتصار للذات والانتقاص من قدر المنافسين ووضع المسامير في أحذيتهم.
منذ أيام اتفاقية نيفاشا لإنهاء الحرب في جنوب السودان، إلى سنوات عودة الحركة الشعبية الأم إلى الخرطوم، انتهاء بمقابلات لي معه بأديس أبابا، كنت أركز على نقطة واحدة في النقاش مع عرمان، وهي أن خطابه الإعلامي ذا الطبيعة الاستفزازية، هو الذي يباعد بينه وقطاعات واسعة من الشعب السوداني، ويزيد شقة الكراهية بينه والإسلاميين الحاكمين، الذين مهما فعل لن يستطيع إزاحتهم من المشهد السياسي.
ياسر متنازع بين متطلبات السياسة القائمة  على العطاء والأخذ وقانون الدعاية، الذي لا يقبل النسبيات، وكل المواقف فيه محالة للمطلق مع حرق مراكب العودة.
الحركة الشعبية رغم وضعها المتأزم في ميدان القتال، فهي غير حريصة الآن على الوصول لاتفاق يلزمها بما لا تقدر عليه.
نعم الحركة تلعب بكرتين في جولات مفاوضات أديس ابابا.
الاول/ الاحتفاظ بقواتها العسكرية أثناء الفترة الانتقالية.
الثاني / المناورة بتطوير المشورة الشعبية إلى مشروع الحكم الذاتي وتطوير الأخير الى حق تقرير مصير، وستراهن على احتمالين.
الأول/ حدوث تغيير مفاجئ داخل النظام في الخرطوم.
الثاني / انتظار نتائج الانتخابات الأمريكية لعلها تحمل مستجدات تجعل الرياح تتحرك لمصلحة سفينتها كثيرة الثقوب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق