الخميس، 25 أغسطس 2016

ياسر عرمان.. "خميرة عكننة" الحركات المعارضة والمسلحة

كان الرئيس اليوغندي يوري موسفيني إبان عدائه مع السودان منذ ثمانينات القرن الماضي، يسعى لإنجاح الحركة الشعبية لتحرير السودان التي كان يقودها في ذلك الوقت الراحل دكتور جون قرنق وتحقيق أكبر اختراق ممكن ضد السودان
من خلال جمع قرنق لكل مكونات السودان المختلفة في إطار سعيه لفوز قرنق بالحرب ضد الخرطوم.. حيث طلب موسفيني من قرنق آنذاك إدخال أبناء الولايات الشمالية من السودان حتى يصبحوا مخالب جديدة في الحرب، وصادف أن كان في تلك الفترة زعيم حزب الأمة الحالي الصادق المهدي رئيسا للوزراء عام 1987م في نفس العام الذي تم انضمام ياسر عرمان فيه الى الحركة الشعبية التي يقودها جون قرنق آنذاك، وكانت الحرب الحقيقية وراء الستار يقودها المهدي باعتباره رئيسا لوزراء السودان ضد جون قرنق زعيم الحركة الشعبية ومعه ياسر عرمان الذي أصبح أمينا عاما للحركة قطاع الشمال بعد انفصال جنوب السودان. خلال الأيام الماضية تداولت الأنباء اتهام ياسر عرمان لنائب رئيس حزب الأمة القومي مريم الصادق المهدي الذي رفض أن تتولى حلقة الوصل بين الوساطة الإفريقية و(قوى نداء السودان)، الأمر الذي فجر أزمة جديدة داخل التحالف المعارض، وخرجت الخلافات بين حزب الأمة القومي والحركة الشعبية إلى العلن، وذلك بعد أن تسربت رسالة كتبتها مريم الصادق المهدي لممثل قوى المجتمع المدني د. أمين مكي مدني تطالبه بتشكيل لجنة تقصي الحقائق في الاتهام، وكانت قوى (نداء السودان) اجتمعت بأديس أبابا في العاشر من الشهر الجاري، وضمن أجندة الاجتماع كان بندا بتحديد أشخاص ليكونوا منسقين بين التحالف والوساطة الإفريقية، ومن بين المقترحات التي قدمت في ذلك الاجتماع برز اسم مريم الصادق المهدي، إلا أن ياسر عرمان اعترض على ترشيحها وقال إنها (تعمل ضد الحركة). الشاهد في القضية أن هذه ليست هي المرة الأولى التي يخلق فيها ياسر عرمان خلافات داخل المجموعات المعارضة، ففي العام الماضي حملت الحركات الدارفورية الحركة الشعبية -قطاع الشمال مسؤولية الأزمة حول رئاسة الجبهة الثورية، واتهمت الحركة بالتسويف والاحتيال للتمسك بمنصب الرئيس، وكشفت أن الحركة رفضت حلا وسطا تقدمت به لجنة ثلاثية من المجلس القيادي، مفاده توافق الأطراف على نقل رئاسة الجبهة الثورية من رئيس الحركة الشعبية مالك عقار إلى زعيم حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم.. لكن عرمان خرج بمثل ما خرج به تجاه مريم الصادق عندما أعلن في خضم ذلك الخلاف ما يلي موضوع رئاسة الجبهة الثورية بأن حركتهم زاهدة برئاسة الجبهة، وأن مواصلتهم فيها خصم على قطاع الشمال. وبجانب الخلافات الداخلية للمجموعات المعارضة المسلحة التي يسعى عرمان لإحداثها سواء أكان في (نداء السودان) أو في (الجبهة الثورية)، فإن فشل مفاوضات أديس أبابا الأخيرة كان يتحملها عرمان أيضا خاصة عندما اتهمه رئيس حزب الحركة الشعبية جناح السلام الفريق دانيال كودي أنجلو بأنه يسعى للمراوغة والمماطلة وإفشال جولة المفاوضات من خلال دعوته إيصال المساعدات الإنسانية عبر كينيا وإثيوبيا ما يعتبر مكلفاً اقتصاديا، إضافة إلى أنه انتهاك لسيادة البلاد.. ووصف كودي ياسر عرمان شخصياً بالتسبب في فشل جولة التفاوض، مبيناً أن الشروط التي وضعتها تعتبر تعجيزية لإطالة أمد الحرب التي يسترزق قادتها من عائداتها، مضيفاً أن وقف العدائيات بين الحكومة والأطراف الأخرى يقود لوقف إطلاق النار الشامل، إضافة إلى الترتيبات السياسية وإعادة التسريح. بالتالي فإن عرمان من خلال لعب أدوار لمنع إحداث السلام في السودان كان واضحا من خلال المفاوضات الأخيرة، لكن دور عرمان نفسه داخل المجموعات المعارضة التي تسعى للسلام يدعو جميع الأطراف للتمعن في الدور الذي يقوم به عرمان من خلال عمله لعكننة جميع المجموعات السياسية بلا استثناء.. حيث يسعى من خلال لعب دور المشاكس أن يبرز أقصى ما يملك خاصة أنه يتحدث باسم أبناء ولاية جنوب كردفان والنيل الأزرق.. ويسعى للتحدث باسم أبناء ولايات دارفور.. في الوقت الذي يرفض فيه رئاسة أبناء دارفور لرئاسة الجبهة الثورية ويزعم زهده في المنصب رغم أنه اتهم مريم الصادق بأنها تعمل ضد الحركة حتى يقوم باختيار بديل لمنصب المنسق وربما كان يقصد تعيين نفسه. إن تاريخ عرمان الذي يظهر للإعلام غير الذي يدور في كواليس الحركة الشعبية- قطاع الشمال أو الحركة في عهد قرنق وعرمان وعبد العزيز الحلو.. حيث يجمع بينهم تاريخ طويل من التنافس يبرهن عكننة عرمان للحركات المعارضة والمسلحة، ولولا موسفيني وعداؤه للخرطوم لما استعانت الحركة بالتنوع من الشمال وفي مطلعهم عرمان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق