الثلاثاء، 16 أغسطس 2016

الحلفاء الأعداء.. قصة الآراء الخفية والكراهية المتبادلة بين قوى نداء السودان!

قوى نداء السودان تحالف سوداني معارض حديث النشأة، لم يتعدّ عمره السياسي حتى الآن العامين على أحسن الفروض! المدهش فيه ليس فقط مكوناته المتنافرة بطبيعتها، ولكن (رأي) كل مكون في المكون الآخر على الرغم من أنهم حلفاء! الآمر
هنا لا يتعلق بالخلافات الفكرية والأطروحات، فهذه معروفة لان التحالف مزيج -غير متجانس قط- يساراً ويميناً ووسطاً و (بدون)! ولكن الأمر يتعلق بالرأي السياسي وإن شئت قل (المقت السياسي) والكراهية الخافتة المخفية بعناية في طيات قلب كل مكون سياسي حيال الآخر!
لنأخذ مثالاً لعرمان في تصريحات له في مارس 2016 وبعد أن وجّه نقداً لاذعاً لخارطة الطريق التى طرحها الوسيط أمبيكي حينها، قال عرمان إن تحالف (نداء السودان) باختلافات عديدة تحتاج لإعادة ترتيب! وأضاف عرمان وهو يضغط بقوة على مخارج الحروف (هناك أصوات ظاهرها معارضة وباطنها معرقلة للعمل المعارض)! وبالطبع لم يكن الأمر يحتاج لعبقرية لإدراك أن عرمان كان يوجه رأياً سياسياً مصحوباً بقدر من الحنق والمقت السياسي للسيد الصادق المهدي، باعتبار أن الأخير (معرقل للعمل المعارض)
تصريحات عرمان هذه لم تأت هكذا خبط عشواء ولا قمنا بتفسيرنا من عندنا كونها موجهة خصيصاً لحليفهم الصادق المهدي، تصريحات عرمان كانت قد سبقتها تصريحات أخرى أكثر وضوحاً أطلقها عرمان قبل هذا التاريخ، وتحديداً في ديسمبر 2014 قال فيها (إن الموقف الرمادي للسيد الصادق المهدي أضرّ بحزب الأمة القومي أولاً وبالحركة الجماهيرية ثانياً. وأن موقفه من الجبهة الثورية والعمل المسلح غير منطقي وأن موقفه تجاه المؤتمر الوطني (محير)! وأنه حزب لا يحترم الاتفاقيات)!
 ولكي لا نحمل تصريحات عرمان هذه في ديسمبر أكثر مما تحتمل بما قد يعتبرها البعض إجزاء أو إخراج من السياق، فإننا مضطرون للعودة لتصريح سبق تصريح 2014م؛ ففي مايو 2014 وفي اجتماع رسمي للحركة الشعبية قطاع الشمال -والأمر مثبت وموثق في محضر ومضبطة الاجتماع (أنه رغم عدم ثقته في السيد الصادق المهدي إلا أن وجوده والمحافظة عليه داخل التحالف (مهم) لاستقطابه صالح الجبهة الثورية)!
عرمان نفسه عاد في مطلع يناير 2016 ليقول في محادثة له مع فاروق أبو عيسى (نحن في الجبهة الثورية (نتدثر) بعباءة المهدي رغم إدراكنا بكل خطوة يخطوها وإن وجوده (مكسب سياسي) للمعارضة)! ثم أضاف عرمان بصوت خافت وعينين مفتوحتين على آخرهما (لابد من السيطرة على الصادق المهدي في المرحلة المقبلة)!
السيد الصادق المهدي من جانبه –الذي تصل اليه مقولات عرمان– لم يكن يتدثر بالصمت، ففي حوار جريدة الشرق الأوسط معه (يونيو 2016) قال المهدي (إن المهرِّجون من المعارضة يعتقدون أننا إذا تحدثنا عن إيجابيات في خارطة الطريق أو في توصيات الحوار هذا معناه الانضمام إلى النظام)! هنا اكتفى المهدي بالرد على عرمان بإطلاق صفة عامة (المهرجون)!
 السيدة سارة نقد الله نائبة المهدي قالت في اجتماعات لحزبها يجب أن نصنِّف الجبهة الثورية لقسمين: قطاع الشمال الذي يمتلك المال والاتصالات الخارجية وحركات دارفور الضعيفة لا تملك إمكانيات!
جبريل ابراهيم زعيم حركة العدل والمساواة قال إنه متمسك بعدم التقارب مع الصادق المهدي لأنه يبحث عن (ثقل) ليصبح قوياً واعترف بخلافات داخل الجبهة الثورية. جبريل نفسه عاد ليؤكد في 25/7/2016م لموقع (سودان جيم) قبول قوى نداء السودان التوقيع على خارطة الطريق -لزوال أسباب عدم التوقيع على الخارطة التى كانت موجودة في مارس 2016م! جبريل لم يفصح عن تلك الأسباب، ولا شك أن من غير المنتظر أن يفعل، لأنه ببساطة لا يدري.
مجمل القول إن هذه هي الصورة العامة ورأي كل زعيم حزب في تحالف نداء السودان في حلفائه، وللقارئ أن يحكم أو أن يكتفي بالبكاء أو الضحك أيهما يُتاح له!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق