الأحد، 21 أغسطس 2016

عرمان ... السعي دوما لإفشال المفاوضات

كعهده منذ الجولة الأولى ظل المتمرد ياسر عرمان ورفاقه يفشلون كل جولة للتفاوض مع الوفد الحكومة ، وفي الجولة الاخيرة اوضحت الوساطة الأفريقية رفيعة المستوي برعاية ثامبو امبيكي انالحركات المسلحة اضاعت فرصة سانحة للتوصل الي اتفاق حول وقف
العدائيات بالمنطقتين ودارفور.واشار البيان الى بروز عدد من العقبات عندما حاولت الحركات المسلحة اعادة فتح العديد من القضايا التي سبق ان تمت الموافقة عليها وطرح قضايا اخري تعارض مع خارطة الطريق ،واشار البيان الي ان الوسطاء قدموا خيارات منصفة تشمل المواقع التي تحتلها الحركات والألية المختصة بمراقبة ايصال المساعدات الإنسانية ،لكن حركة العدل والمساواة وحركة مني رفضتا مقترحات الوساطة،موضحاً ان الحكومة وافقت مقترحات الوساطة بما يتماشي مع سيادتها، لكن ادخال المزيد من القضايا الجديدة من قبل الحركات اجهض المفاوضات .
والشاهد أن قطاع الشمال الحركة الشعبية بقيادة عرمان ظل يضع العراقيل أمام مجريات التفاوض من أجل إستمرار الحرب وعدم وصول المساعدات للمحتاجين الأمر الذي يتنافى مع مباديء حقوق الإنسان،فياسر عرمان وبحكم التجارب التفاوضية لن يوقع على اتفاق مع الحكومة ولا غيرها مالم يحمله إلى القصر تعينا وليس انتخابا.
ووقعت الحركة الشعبية وفصائل دارفور، على الخارطة الأفريقية لرفع الضغط الإقليمي والدولي الذي تعرضت له، لكنها لم تكن راغبة في الوصول الى اتفاق سلام .لذلك بدأت المماطلات من جديد بمؤتمر صحفي عقده باسر عرمان قبل أن تبدأ المفاوضات يكيل فيه الاتهامات، بجانب إصدار بيانات قبل أن تكتمل المباحثات لتسميم الأجواء وخلق بيئة غير مواتية".وبرهنت الوقائع أن توقيع عرمان على خريطة الطريق الإفريقية الأسبوع الماضي كان عملية إجرائية بدليل أن الخلافات و(العكننة) انتقلت إلى داخل أول جلسة مفاوضات.
الحكومة بحسب رئيس وفدها مساعد الرئيس ، إبراهيم محمود حامد وضعت كل الخيارات المنطقية من أجل وقف العدائيات وتشكيل لجنة مشتركة تعمل على إيصال المساعدات لمنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، إلا أن رئيس وفد قطاع الشمال وضع شروطاً تعجيزية بإيصال المساعدات عبر دول الجوار.فعرمان طرح خيارات غير منطقية لوصول المساعدات الإنسانية للمنطقتين من الخارج، عبر لوكوشيكو في كينيا وجوبا وأصوصا في إثيوبيا، وهذه الخيارات ستسهم في إطالة أمد الحرب مثلما كانت الحركة الشعبية تفعل في الماضي بجنوب السودان من خلال ما يعرف بشريان الحياة ، وهذه في اعتقادي شروط تعجيزية من عرمان الهدف منها إفشال جولة المفاوضات .وعرمان بطرحه لنقاط تعجيزية أجهض جولة التفاوض وأفشل المساعي الحثيثة نحو السلام،وهذه الانقاط جعلت رئيس الآلية الأفريقية ثابو امبيكي، يتضجر مما طرحه عرمان خلال هذه الجولة. ووصل بعرمان التعنت ذات جولة بالمطالبة بحكم ذاتي للمنطقتين في إحدى الجولات الأمر الذي قوبل برفض الحكومة مما أدى إلى فشل الجولات السابقة واللاحقة.
عموما فإن الآلية الأفريقية رفيعة المستوى مطالبة بالضغط على عرمان ورفاقه ودعوته بجانب الأطراف المتفاوضة بأسرع وقت ممكن للدخول في جولة تفاوض جديدة، في وقت إستنكر المجلس ممارسات الحركة الشعبية وحركات دارفور وأساليبها تجاه التفاوض بوضع العراقيل خلال الجولات. والغريب في الأمر أن عرمان عقب فشل الجولة الأخيرة قال إن الحكومة السودانية فقدت أكبر فرصة لتحقيق السلام، وحملها مسؤولية انهيار الجولة الحالية بإصرارها على عدم تقديم أي تنازلات رغم جهود الوسيط، والواقع يقول إن ياسر عرمان وبقية قادة قطاع الشمال لا يعيشون حالياً في العام 2016 إنما في 2010 قبل إنطلاق حملة التصويت للانفصال بقيادة سدنة وزعماء مشروع السودان الجديد أنفسهم وقبل انفصال الجنوب واندلاع الصراعات الإثنية فيه. فالرجل يعيش على تاريخ مضى وسلف ولا يرغب في التعامل مع الواقع الجديد بطرح جديد ومواقف سياسية جديدة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق