الأربعاء، 31 أغسطس 2016

أكذوبة العمل الانساني لدى الحركة الشعبية قطاع الشمال!

 فى كل جولة مفاوضات تجري في اديس أبابا بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية قطاع الشمال، تتخير الاخيرة النطاق المفضل لها والمتمثل فى المساعدات الانسانية لتلعب لعبتها. ففي مضمار المساعدات الانسانية تختبئ تكتيكات وطريقة لعب
الحركة الشعبية. تقبل وتبدى ترحيباً حاراً بالعمل الانساني وفتح الممرات، ولكن وقت ترجمة النصوص على الواقع تضع الحركة عربتها المعهودة أمام حصان الاتفاق ليتوقف كل شيء وتنهار الجولة.
 سر لعبة الحركة الشعبية لم يعد خافياً على أحد ولا يحتاج الى عبقرية للإطاحة به وقبل ان نسترسل في سبر غور هذه اللعبة المتكررة نقف قليلاً فيما خطه (محمد آدم محمد) في مقال موضوعي مطول نشرته صحيفة الاهرام المصرية تحت عنوان (تحديات تعرقل المساعدات فى جنوب كردفان) والمنشور فى يوليو 2016 يشير الكاتب فى صلب مقاله الى ان (في ظل الظرف الانساني لطارئ والملح لا تولي الحركة الشعبية شمال المدنيين قليلاً من الاهتمام على الارض عكس ما ظلت تردده دوماً). بل ودأبت الحركة على عرقلة إيصال المساعدات الانسانية للمدنيين فى مناطق سيطرتها ورفضت العمل ضمن منظومة اقليمية دولية لإيصال الإغاثة وتطعيم الاطفال.
ويشير الكاتب الى ان المنظومة التي تم تكوينها حسب الاتفاق المبرم بين الحكومة والحركة والأمم المتحدة والاتحاد الافريقي كانت تقتضي بأن تمر المساعدات تحت حماية السلطات السودانية بإشراف المنظومة ولكن الحركة الشعبية هي الوحيدة التي رفضت الامر وأصرت على إدخال المساعدات عبر دول الجوار! وأن يتم اسقاطها من الجو! بينما ترى الحكومة السودانية ان الاسقاط الجوي ربما يوقع المزيد من الضحايا كما أن المرور بدول الجوار يعرض موظفي العمليات لمخاطر أمنية عبر دولة الجوار التى تشهد مواجهات مسلحة.
ويؤكد الكاتب انه لا يوجد مبرر لرفضها، ثم يمضي ليؤكد أيضاً ان للحركة اهداف أيدلوجية لخلق مد يساري فى منطقة جنوب كردفان بإيعاز من أمينها العام. و بعيداً عن ما قاله المقال وعودة الى تكتيكات الحركة الشعبية بشأن المساعدات الإنسانية، فإن من المفروغ منه أنها تسعى لكي تعيد تشوين وتسليح قواتها عبر ممرات العمل الانساني.
حدث هذا من قبل في ما عرف بـ(شريان الحياة) في التسعينات وتريد الحركة الآن تكرره تحت سمع وبصر المجتمع الدولي، وهو ما يستفاد منه ان الحركة الشعبية فى الحقيقة لا تود الوصول الى إتفاق سلام، بقدر ما أنها تسعى لكي تقوي نفسها و تخوض حروباً جديدة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق