الثلاثاء، 27 أكتوبر 2015

الحوار الوطني التحدي الماثل

إن قضية من يحكم السودان ليس مهماً، ولكن الأهم تجاوز التحديات التي تواجه السودان والتي تتمثل في الاقتصاد الذي يعاني من تحديات ضعف الانتاج والبطالة وتفشي الفساد اضافة إلى بسط العدالة الاجتماعية والخدمات والتنمية والحفاظ على الأمن القومي ومصالح الوطن العليا والاهتمام بقضايا المواطنين المعاشية وايقاف الحرب والبعد عن الصراعات بين الحكومة والمعارضة حول السلطة التي امتدت لاكثر من ربع قرن وهي تدور في حلقة مفرغة، لكل ذلك لابد من السعي الي حوار وطني جاد يرمي الى حلكل مشاكل وأزمات السودان السياسية والاقتصادية والاجتماعية بمشاركة جميع ابناءالوطن والتصميم من كل الاطراف للوصول الى حلول ترضي الجميع لأن الاساس الذي يقوم عليه الحوار هو التوافق وتقديم التنازلات واحترام رأي الجميع والوصول الى حلول متكاملة. لذا لابد للجان المتخصصة في ممارسة مهامها بكل شفافية من اجل الوصول الى مخرجات وتوصيات تؤدي الى جمع الصف بدلا من الحكم بفشل الحوار الوطني الامر الذي تستند اليه بعض القوى مطالبة بعقد مؤتمر تحضيري خارجي بالضغط على الحكومة لتكوين حكومة انتقالية قومية تتخذ قراراتها من قوى اجنبية تهدف الى تفكيك دولة السودان والمساس بسيادتها معتمدة في ذلك على نظرية التدخل الديمقراطي ورغم كل ذلك لابد من مشاركة القوى العالمية والاقليمية كمراقبين للحوارلأن الارادة والاستغلال المطلق تتحكم فيها اقطاب عالمية، أما من يحكم السودان فتتحكم فيه الارادة السودانية الواعية التي تعرف كيف تستغلالاقطاب العالمية لمصلحة السودان، واليوم تكمل جلسات الجمعية العمومية للحوار الوطني يومها الخامس عشر بعد مشاركة من الاحزاب والحركات المسلحة في العاشر من اكتوبر 2015م فيما قاطعت بعض الاحزاب والقوى السياسية جلسات المؤتمر لأن رؤيتها ان متطلبات الحوار تقتضي رفع القيود عن حرية التعبير للاحزاب السياسية والاعلام واطلاق سراح المعتقلين والعفو العام واعادة هيكلة الدولة والمطالبة برعاية دولية او اقليمية كضمان لتنفيذ مخرجات الحوار وحمايتها، ولكن الاهم من كل ذلك ان يشترك كل الناس في الحوار من اجل الوصول الى نتائج تؤدي الى حل كل مشاكل السودان لأن الحوار الذي بدأ الآن في السودان تشير الى الوصول الى نتائج جيدة تهدف اساساً لمستقبل اهل السودان لذا لابد أن يحترم المتحاورون والممتنعون شعبهم ووطنهم حتى يلحق السودان بركب التحضر والتقدم والشئ الذي يحتم ترك الكراهية والخصومة والحقد والحروب التي لا خاسر فيها سوى السودان وشعب السودان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق