الأحد، 18 أكتوبر 2015

تاريخ التنصير في السودان

دخلت النصرانية إلى بلاد السودان منذ القرن الأول الميلادي، وفي منتصف القرن السادس الميلادي وهي الفترة التي غلبت فيها النصرانية على البلاد، كانت الهجرات العربية من مصر والجزيرة العربية تتجه صوب الممالك النصرانية المزدهرة في الشمال (نبتة، وعلوة، والمقرة) وهو ما ترتب عليه نشر الثقافة العربية وظهور السلطات الإسلامية الكبرى في القرن 16 الميلادي.
بعد خضوع البلاد للحكم التركي عام 1820 أخذ النشاط التنصيري يزداد للعوامل الآتية:
* اختراق عقبة السدود النباتية
كانت منطقة السدود النباتية المنتشرة في شمال المديريات الجنوبية العقبة الكؤود التي منعت دخول العقيدتين الإسلامية والنصرانية في طريق النيل جنوباً، وهو ما أدى إلى عزلة القبائل الجنوبية عن العالم كله إلى أن جاءت المبادرة المصرية باختراق عقبة السدود النباتية لأول مرة، وبخاصة الرحلة الكشفية التي كانت بقيادة سليم قطبان (1839م-1842م)، وتعد هذه الرحلة وما تبعها من رحلات كشفية من العوامل المهمة التي ساعدت على اندفاع حركات التنصير في إفريقيا في القرن التاسع عشر الميلادي.
* تبني المنصرين مسألة محاربة الرق
كانت انجلترا من أكبر الدول في العالم المصدرة للرقيق بعد البرتغال وإسبانيا، وفي عام 1838م، قدم "بكستن" مذكرة إلى الحكومة البريطانية عن محاربة الرق في إفريقيا، وذكر أن الطريقة الإيجابية للقضاء على هذه التجارة هو تمدين إفريقيا ورفع مستوى عقول سكانها وحشد المنصرين.
* تغلغل النفوذ الأوروبي
غادر الأب "كاسولاتي" الخرطوم يستنجد بقناصلة الدول الأوروبية لإبعاد حكومة الخرطوم عن إعاقة نشر الإنجيل فتوجه إلى القاهرة التي كانت تخضع لوصاية الدول الأوروبية منذ تسوية المسألة المصرية عام 1840م، وقد ترتب على ذلك، بضغط الدول الأوروبية على عباس الأول 1848م، أن انتقلت عدوى تغلغل النفوذ الأوروبي من القاهرة إلى الخرطوم، وأصبح التجار والرعايا الأوروبيون في العاصمة ينعمون بحماية قناصلة الدول الأوروبية الذين أصبحت أعدادهم تزداد في الخرطوم بعد عودة "كنوبلهر" من فيينا وروما استطاع المنصرون التوغل جنوباً على النيل الأبيض بحرية كاملة، وأنشأوا مركزية بين "الباري" في "غندكرو" وبين "الدنكا" في المكان الذي يعرف حاليا باسم "الكنيسة على الضفة الغربية للنيل الغربي"، "جونجلي" أطلقوا عليه اسم "الصليب المقدس".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق