الخميس، 22 أكتوبر 2015

لعنة عرمان.. السقوط للمرة الألف..!!

في الرسالة التي اختار عبرها الدخول إلى عامة الـ51 لم يكن ياسر عرمان الأمين العام للحركة الشعبية (قطاع الشمال) وأكثر القيادات إثارة للقلاقل والجدل بذات العناد والتوثب والطموح المفضي إلى تتويج النضال بوعود النصر والتغيير.
كانت الرسالة على ما فيها من(لمسة إنسانية) مشوبة بقدر من الاحباط ومكتوبة بلغة لم نعهدها في رسائل ياسر وهو يقدم اعتذار لوالديه عن اختياره الطريق الذي مضى فيه رغم عدم رضائهما.
ياسر استهل مقالته بقول حمزاتوف "لكم تمنيت لو كانت حياتي مسودة كتاب لأقوم بتصحيحها من جديد"، لكنه وقع في فخ التناقض حينماقال : (لو أتيحت لي الفرصة لما كان بإمكاني إلا اختيار الطريق ذاته) قبل أن يؤكد أن الحياة بلا قضية لعنة.
لا أدري لماذا ربطت بين صمت ياسر عرمان عن ما يدور داخل الجبهة الثورية من خلافات وبين الرسالة التي لم تظهر عرمان فيكامل لياقته النضالية؟
أخذت أبحث عن ياسر وهو يختبئ بـ(وضوح) خلف نفي مبارك أردول الناطق الرسمي باسم الحركة الشعبية لبيان التوم هجو الذي أعلن فيه انتقال رئاسة الجبهة الثورية الى الدكتور جبريل إبراهيم.
(خرج)عرمان من السياق المعلن للحدث بتطوراته الدراماتيكية ولكنه يختبئ خلف الكواليس ويمارس الاخراج المجيد في تقديري لمهمة عدم تمكين جبريل ابراهيم من رئاسة الجبهة الثورية حسب الاتفاق المعلن بين قياداتها في العام2013.
لن يكون عرمان مقنعاً بالضرورة أن تحدث عن خلافات حول (رئاسة) الجبهة الثورية التي حدثتنا صباح مساء عن رغبتها في التغيير المفضي للتداول السلمي للسلطة، الخلاف حول الرئاسة في طبيعته محرج لشخص بـ(فصاحة عرمان النضالية) و(ادعاءاته الديمقراطية)، ناهيك عن اتهامه بالتورط في خلافات الجبهة الثورية لهذا الحد.
ماذا سيقول عرمان للناس؟ هل سيعلن إنه يعارض الخيار الديمقراطي لقيادات الجبهة الثورية، أم سيبرر لرفضه مبدأ تداول السلطة سلمياً مع الحفاء؟
عرمان في موقف لا يحسد عليه وهو المتهم في الأساس بتأليب الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية ضد وصول جبريل إلى رئاسة الجبهة الثورية،فالرجل في نظرهم امتداد لمدرسة الاسلاميين وكادر مؤتمر وطني متمرد على مرجعية شيوخه في الخرطوم.
مرة أخرى ينهار المثال الذي يروح له ياسر عرمان ويدعو السودانيين صباح مساء لتغيير النظام بحثاً عن الديمقراطية وصيانة لحقوق الانسان وتحقيق مبدأ التداول السلمي للسلطة.
في المرة الأولى ذابت الحركة الشعبية في شراكة حكومة نيفاشا واتضح جلياً أنها تلعب لصالح الحكم بعيدا عن الديمقراطية وحقوق الانسان حينما ساومت قانون الاستفتاء بقوانين مهمة في سياق التطور الديمقراطي، أبرمت الحركة قبل ذلك صفقة التحالف مع المؤتمر الوطني و(باعت) شركاءها في المعارضة الشمالية، خذلت الحركة شعبها وهي تحيل دولة الجنوب الى حرائق ودماء وأشلاء في خلاف حول الكرسي، وها هي تتخلى الآن عن شركائها(حركات دارفور) الذين خاضت بهم حروبها ضد الحكومة واستخدمتهم في معارك أخرى.
الأخ عرمان إنه السقوط للمرة الألف (فهل تمتلك شجاعة تصحيح مسودة مواقفك وحياتك)؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق