الأحد، 18 أكتوبر 2015

الجيش الشعبي وهجوم الصيف

في بيان له أعلن الجيش الشعبي أن هيئة قيادته عقدت اجتماعاً استمر لأسبوع للاستعداد  للهجوم الصيفي الذي تعد له الحكومة.
نحن اليوم في شهر أكتوبر وبيننا والصيف أيام وأسابيع وشهور.
وفهمت قيادة الجيش الشعبي أن هذا الهجوم إنما يستهدف المدنيين فقط في مناطق القتال ودعت الأصدقاء وكافة القوي السياسية للعمل لحماية المدنيين.
هذا بيان أوضح ما فيه أنه يكشف الضعف البين لهذه  القيادة العسكرية والسياسية التي أنفقت أسبوعاً وهي تتحدث وتناقش وتدرس في أمر لم يأت أوانه ولم يقترب.
بل حمل البيان تمنيات سياسية قائمة علي أوهام وتخيلات هي كفيلة بأن تؤكد أن هذه القوي العسكرية والسياسة ربما لا تستطيع أن تنتظر الصيف الذي لم يأت وقد تنهار من تلقاء نفسها أو تسقط بفعل القوي الصديقة التي زعمت أنها توالي الحكومة وتدعي أنها مع الجيش الشعبي.
المشكلة أن هذا  الضعف البين من قبل قيادة الجيش الشعبي والجبهة الثورية في أعلي قمتها السياسية والعسكرية لا يحتاج إلا لجهد قليل تسخر فيه قوة سياسية وإعلامية وعسكرية تنهي أزمة متطاولة ظل يعاني منها السودان بسبب الذين يقودون تمرداً يخلو من هدف ومن قدرات تبرر أن يستمر في الحياة إلي الصيف القادم.
إن الذي يدفع الثمن ليبقي السودان رهيناً لمثل هذه القوي الفجة هم القوي الفاعلة والمجتمع المدني في مناطق الحركة.
لقد ظلت كثير من القوي السياسية في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق وفي مناطق عديدة من دارفور خارج إطار الفعل السياسي القوي الذي يسهم في إنهاء الأوضاع الماسأوية التي يدفعون ثمنها.
الانتصارات العسكرية التي تحققت في دارفور والعمل التنموي وإنشاء الطرق  في عدد من مناطق دارفور أسهم كثيراً في ضعف الجبهة الثورية والجيش الشعبي ومظاهر  الخصام والافتراق  بين قوي الثورية ومتمردي دارفور دليل علي هذا النجاح الذي يحتاج لجهد قليل حتي يكتمل استثماره ويتحقق به السلام في هذه المناطق التي عانت كثيراً من التمرد وعاني معها السودان سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.
الصيف القادم يمكن فيه أن تتقدم القوات السودانية بعمل كبير يكمل الأعمال العظيمة التي قامت بها مؤخراً في جبال النوبة ودارفور، فقط ثمة حراك سياسي وحراك مدني مطلوب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق