الأربعاء، 14 أكتوبر 2015

قراءة في مفكرة مهام المهدي الخارجية في منفاه الحالي!

عام و نيف حتى الآن قضاه السيد الصادق المهدي، زعيم حزب الأمة القومي خارج السودان. الحجة المركزية للإمام المهدي في بقائه بالخارج انه مكلف من قبل (حزبه) لانجاز عدد من المهام لم يكشف عنها الرجل منذ بداية التكليف المزعوم حتى الآن.
حينما ننظر للأوضاع على الأرض لا يمكننا أن نرى (شيئاً جديداً) نزعم من خلاله أن هذا الشيء ربما كان واحداً من مهام المهدي التي أنجزها. فالأوضاع المتعلقة بقضية الحوار الوطني ما تزال كما هي. مشروع الحوار يمضي بالداخل قدماً حتى انه جرى تحديد موعد العاشر من أكتوبر كموعد لانطلاقات فعالياته.
الأوضاع المتعلقة بعلاقات السودان الخارجية -إقليمياً ودولياً- تحسنت كثيراً جداً لصالح السودان إذ انه في غيبة الإمام المهدي جلس الرئيس الأمريكي أوباما ضمن رؤساء ومسئولين كبار في أي منطقة مع وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور، وكانت ثمرة اللقاء بأديس أبابا أن واشنطن أقرت (بدور سوداني فاعل) في حل الأزمة الجنوبية الجنوبية!
الرئيس اليوغندي موسيفيني (الحاضن الرسمي للجبهة الثورية التي يتحالف المهدي معها المهدي الآن) سجل زيارة وصفت بأنها (تاريخية) للسودان، مهما قيل عنها فهي أحدثت وسوف تحدث نقلة في الإقليم ومتغيرات ضخمة على المدى المتوسط والبعيد.
وفي ظل غيبة المهدي أيضاً بدأت واشنطن رفعاً تدريجياً للحظر الاقتصادي الذي تفرضه على الخرطوم وكان آخره موضوع الصمغ العربي. ومع وجود المهدي في مهجره وسعيه لانجاز مهام حزبه (غير المعروفة) فإن السودان نجح نجاحاً مذهلاً في استعادة موقعه في العمل العربي المشترك بمشاركته في عاصفة الحزم ولعبه لدور محوري في محيطه العربي بحيث بات من المستحيل أن يجلس السودان معزولاً كما في السابق، بل أكثر من ذلك فإن الجامعة العربية التي يقيم المهدي قريباً من مقرها في القاهرة أدانت رسمياً قبل أيام السعي إلى تدويل الحوار الوطني السوداني السوداني!
أمور كثيرة نجد أن السودان نجح في انجازها (في ظل وجود المهدي بالخارج لانجاز مهام حزبه) بل حتى لو افترضنا أن المهدي (نجح) في دفع مجلس السلم الإفريقي لإصدار قراره الأخير الخاص بإعطاء صبغة إقليمية ودولية للحوار الوطني فإن الجبهة الثورية التي (يقتات عليها المهدي سياسياً) أصبحت الآن في مفترق طريق تاريخي؛ فمن جهة هي تعيش حالة خلاف داخلي خطيرة للغاية إثر إصرار حركات دارفور المسلحة على تسنم الرئاسة (بالقوة)! ومن جهة ثانية، فإن مقر انطلاق الثورية سواء في يوغندا أو دولة جنوب السودان أصبح غير متاح عقب التزام الرئيس اليوغندي على تصفية وجودها هناك والتزام د. مشار على فعل ذات الشيء في دولة الجنوب.
فحتى لو لم ينفذ هذان الالتزامان فهما كافيان -نظرياً- لتقليل وزن الثورية إلى أدنى حد. إذن بالعودة إلى تساؤلنا الاول حول ماذا حقق المهدي -بعد عام و نيف من وجوده في مهجره- فإن الإجابة أن الرجل في واقع الأمر لم يحقق شيئاً، بقدر ما (أتاح) للحكومة السودانية أن تحقق هي بدورها انجازات سياسية تؤلم الرجل غاية الألم ولكنه لا يملك سوى أن يكتم آهات ألمه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق