الخميس، 22 أكتوبر 2015

أكتوبر.. عندما يبعد الشباب عن تأريخهم!!

•    بالامس كانت الذكرى الـ(51) لثورة اكتوبر، أو كما أسماها صديقنا احمد محمد شاموق في كتابه الرائع (الثورة الظافرة).. تمر ذكراها..وبلادنا لا زالت تواجه عدد من (التحديات)، في هذه المساحة أعيد ما نشرته العام السابق في ذات التأريخ والمناسبة.
•    أكتوبر كانت الثورة الشعبية التي أتت بالحكم الشعبي في نسخته الثانية.. واستمرت لخمسة أعوام بما فيها فترة (الحكومة الانتقالية)، ووقعت أكتوبر في ذات المشكلات التي وقع فيها سلفها الفريق عبود.
•    والاحزاب في اكتوبر لم تستفد من تجربتها السابقة التي تلت الاستعمار، عندما تشكلت أول حكومة انتخابية ديمقراطية – فقد دخلت هذه الاحزاب في ذات (المغالطات) بعد ثورة أكتوبر.
•    مشكلات السودان ظلت (ترحل) من عهد الى آخر.. ولم تجد أياً منها حلاً جذرياً في أي من العهود.. مثل (اعداد الدستورالدائم) و(قضايا الاقتصاد والتنمية).
•    زوال الديمقراطية في نسخها الثلاث، وزوال حكم العسكر الأول والثاني.. تكاد تكون لذات الاسباب وذات الفشل.. لا نريد أن نبحر في (لجج) ذكرى أكتوبر (الواحد والخمسين)، ما نريده اعادة قراءة تاريخنا ومن ثم كتابته بالشكل الصحيح واللائق للأجيال القادمة.
•    كثيراًما نجري استطلاعات مع شرائح عشوائية من الشعب السوداني بهذه المناسبة، وتتكون اجابات الشباب (مخجلة)، اذكر من هذه الاستطلاعات في سنوات ماضية أن شاباً عندما سئل عن ما هي اكتوبر قال هو (شارع بالقاهرة).
•    معظم الاجابات للمستطلعين، تأتي خارج الموضوع تماماً وتدلل على أن اجيالنا الشابة بعيدة كل البعد عن تاريخ هذه الامة، لا يعرف اكتوبر الا الفئة التي تقدم بها العمر وحضرت جزءاً من مشاهد التاريخ.. أو كانت قريبة من الأحداث بالمجايلة أوبالاطلاع والقراءة.
•    نحن بحاجة ماسة للنظر من جديد الى تأريخ البلد وصفحاته التي تمثل الزاد للأجيال الجديدة، وأمة لا تعرف تأريخها غير جديرة بتحمل مسؤولياتها.
•    التاريخ الموجود بالمناهج لا يكفي لتزويد الناشئة بمجاهدات أسلافنا منذ السلطنة الزرقاء والمهدية وكفاحها ضد الاستعمار البريطاني.
•    زرت مع مجموعة قبل (عام من الآن) ادارة المعارض والمتحف والتاريخ العسكري، أوما يعرف المتحف الحربي.. وتعرفنا في الزيارة على تأريخ ومجاهدات القوات المسلحة منذ ما قبل قوة دفاع السودان.
•    أصابنا الذهوب ونحن نتجول بين أجنحة المتحف، ونستمع إلى إفادات الضباط المسؤولين عن هذه الثروة القومية.. من ضمن ما أذهلنا معلومة أن قلعة المتحف الحربي بسلام الأسلحة توجد بها (المقصلة) التي أعدم بها المستعمر الانجليزي الضابط عبد الفضيل الماظ.
•    هذا قليل من كثير يجهله الشباب عن تأريخ البلاد.. وأكثر ما (يدخل) على النفس (احداثاً) قريبة بحساب السنوات لكنها لم تجد حظها من التوثيق الجيد، ومنها بالتأكيد ذكرى ثورة اكتوبر في العام 1964م التي كانت بمثابة ربيع عربي سوداني سابق لكل ثورات الربيع العربي من حولنا.. وبرغم إنها لم تعش طويلاً، لكنها لم تخلف الفوضى والانفلات الحادثان الآن في دول (ما بعد الربيع).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق