الثلاثاء، 20 أكتوبر 2015

ما بعد الثورية

من أكبر الجرائم التي ارتكبت في حق الوطن هو ما فعلته الجبهة الثورية في حق السودان.
لم تكتف هذه الجبهة بالعمل المسلح العنيف ولا بالخروقات الكبيرة لحق الإنسان فقد مارست ايضا تزييفا وتضليلاً للناس من خلال أطروحات سقيمة شقت بها تماسك الوطن الجغرافي والنفسي.
وإلى ذلك كان سجل هذه الجبهة قذراً في العمالة الخارجية ورهن البلاد لغير أهلها بداية من جنوب السودان والحركة الشعبية فيها وليست نهاية بدول الغرب.
وساقت الجبهة الثورية العديد من القوى السودانية إلى هذه الظلامات السياسية والفكرية والسياسية والعسكرية.
اليوم بدأت هذه الجبهة الثورة في التشرذم والانقسام على خلفية صراعات قوية على السلطة داخلها وبدأت تشرب من ذات الكأس التي تتهم بها غيرها.. فهذه الخلافات تقوم على الصراع الأثني والقبلي والواضح داخل هذه الجبهة.
نحن اليوم أمام فرصة للتقدم خطوات لنقل السودان إلى مرحلة جديدة تون أولاها بالقضاء على هذه الجبهة قضاء فكرياً وسياسياً وعسكرياً وقد وفرت هي ما يمكن أن يكفي للقضاء عليها.
هذه الجبهة بوضعها الراهن وقبل هذه الصراعات ما كانت لتقبل بحوار وجهد سلمي وظلت وإلى اليوم تتولى كبر العمل العنيف والمخادعة وجر البلاد للحرب والتلويح بمزيد من تقسيم البلاد.
أما الامر الثاني الذي توفره هذه السانحة فهو أن تتم مخاطبة القضايا التي طرحتها هذه الجبهة على الصعيدين السياسي والفكري وخدعت بها النفس والعباد والقوى السياسية.
وعلى رأس دعاوي الجبهة الثورية الخطيرة دعاوي الهامس المهمل والمنسي والمدمر من قبل المركز النيلي.
ويعلم أهل السودان جميعاً أن ما تسمه هذه الجبهة الباغية بالسودان النيلي هو الاكثر تهميشاً.
لقد بدأت اصلاحات كبيرة في مناطق مهمشة ومؤخراً وفي بقاع واسعة من دارفور حيث بدأت الطرق تشق والسيارات تجوب الفيافي من الخرطوم إلى الفاشر.
كما بدأت ايضاً عمليات مهمة في تخطيط معسكرات المواطنين الذين نزحوا من الحرب.
هذه الخطوات هي ملامح لتنمية متوازنة تخاطب بشكل مباشر وقوى اتهامات الهامس، ولكنها قبل هذا وليس بسببه فقط توفي أهل دارفور حقاً ثابتاً اضافة لحقهم في التعويض عن سنوات العنت والمشقة بسبب حرب هذه الجبهة وفصائلها في دارفور.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق