الخميس، 22 أكتوبر 2015

حوار مع الذي يستحق

ليس من المنطق القول أو الزعم بأن تتمرد علي الدولة و تحمل السلاح في السودان ليست لها من سند وقوى شعبية.
قد تتفاوت حصص هذه القوى وحظها من السند الشعبي ولكنه موجود.
والجبهة الثورية قوة لها من هذا نصيب.
اليوم بات هذه الجبهة على شفا الهاوية والتشرذم التشظي بل لقد انقسمت فعلياً واستبان أنها تقوم على قواعد قوية من العنصرية و الجهوية والديكتاتورية التي أسهمت في المهابة غير المتوقعة والتي تتفاعل حالياً على خطوات الإنقسام والصراع على القيادة.
الشماتة في الجبهة الثورية وقطاع الشمال يصلح فعلاً شخصياً ولكنه ليس بالفعل السياسي السليم.
هذه صفة من حقها أن تحارب إذا وجدت وأين ما وجدت.
الفرصة السانحة اليوم لسلام حقيقي هي أن تقبل الحكومة والدولة السودانية والقوى السياسية الفاعلة على حوار حقيقي مع من يستحقون أن يحاوروا وهم أهل المناطق التي انتشر فيها العنف وأثرت فيها الحركات المسلحة.
لا قيمة سياسية لكثير من القادة والفصائل الضالعة في الحرب و القتال.
القيمة الفعلية تكمن في الإنسان والمواطن الذي يظن ويعتقد أنه مهمش سواء بقناعة راسخة وحقيقية أو بأثر من القوى المعارضة.
دعوى التهميش نفخت فيها آلة بالمعارضة بشدة وجعلت منها واقعاً مؤثراً ليس بفعلها فقط بل لحقيقة وجود من يظن أنه مهمش.
الحوار الحقيقي اليوم هو حوار مع المواطن في دارفور وفي النيل الأزرق وفي جبال النوبة.
خطاب يعتمد على القبول بالفكر الذي يسود الإيمان بحق كل مواطن أن يعتقد ما يظن صحته مع حقه في أن يحاور في الذي يؤمن به وأن يتم التوصل معه إلى تفاهم وتوافق يفضي إلى نسيج واحد متضامن يحارب هذه المعاني إذا وجدت وينظف السودان من التهميش إذا وجد ومن معانيه إذا سادت بين مواطنين بالحق وبالباطل.
الحركات المسلحة لم تكن في يوم مفوضة بأمن المواطنين ولم تحسن التعامل مع إدعاءات كثيرة ساقتها وأولي بها الحكومة التي هي حكومة كل مواطن سوداني مهمش أو غير مهمش في كاودا أو الفاشر أبو أبو حمد .. ففي كل هذه المواقع من يعاني فقراً وبؤساً ومن ينشد مشاركة و حقوقاً ومن عليه واجبات لابد أن يؤديها.
سكتة السلاح ستكون فرصة مواتية لإصلاح جذري والوطن يسع الجميع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق