الأحد، 18 أكتوبر 2015

الحوار .. وإحداث القواسم المشتركة

لا يتوقع أحد إن يجمع الناس كل الناس علي رأي واحد ولا أن يتفقوا على سياسة واحدة، لذا فان القاسم المشترك بين هذا وذاك يأتي عبر الحوار، قال يوسف الكودة – الذي حضر للحاق بقطار الحوار – إن المشاركة في الحوار لا تعني انك مع الحكومة أو أنك مع المعارضة، إذن هو آلية أو وسيلة لإحداث القاسم المشترك .. ورغم إصرار البعض على عدم المشاركة إلا أن هذا لا يلغي حقيقة أن الحوار فرصة كبيرة ليصل الناس إلى قواسم مشتركة تهتدي بها الدولة في دستورها ونظام حكمها وبالتالي الوصول إلى كيفية الحكم، خاصة وان كثيراً ما يردد البعض لا يهم من يحكم، وإنما يهم كيف يحكم؟
نقول المنطق والمسئولية والتجارب تحتم انتهاز الفرص والمواقف لإحداث وضع سياسي أفضل وتثبيت حياة سياسية مستقرة بأيسر الطرق وآمن الوسائل، فنهضة الأمم تقوم بمدي انفتاح أبنائها على المستقبل وعدم انغلاقهم على الحاضر..
المتأمل للمسيرة السياسية عبر العقدين الماضيين يري أن هناك أرثاً يكفي لإنجاح الحوار، حيث تضم الحكومة الحالية كثيراً من الأحزاب والحركات وهي تعمل على اختلافها من أجل تطوير الحياة السياسية.
إن تجربة العقدين الماضيين تؤكد أن الأجواء تسمح وتتيح لكل الاتجاهات المشاركة إلا من يتخذ ستاراً من العداء غير المبرر!..
نقول هناك ارث يكفي لإنجاح الحوار والمشاركة في إحداث مناخ سياسي معافي .. وضربنا مثلاً من قبل يوضح أنه لا مبرر لعدم المشاركة وقلنا من يستطيع أن يقول إن المقاطعين أكثر وطنية من المشاركين أو أكثر دراية .. من يقول إن عبد الواحد نور تفوق سياسياً على د. تجاني سيسي أو أن مريم المهدي أكثر حرصاً من شقيقها عبد الرحمن، والمقارنة تطول.
إن النظر للمستقبل يتطلب ضرورة التوصل لقاسم مشترك بين كل القوى على اختلافها يمهد الطريق للوصول إلى نظام حكم يرضي الجميع.. وإذا كان البعض أصر على المقاطعة فيجب أن يقابل ذلك بشفافية عمل اللجان وجدية أطروحاتها .. فلا شك أن هناك أطروحات ستتواصل مع تطلعات الجميع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق