الثلاثاء، 27 أكتوبر 2015

موسم دبلوماسي كاسب

برغم تشاؤم الكثير من المراقبين والمتابعين للحراك الدبلوماسي الكثيف وجهود الخارجية السودانية لتطوير علاقات السودان مع الولايات المتحدة الأمريكية والتي شهدت أطول سنوات الجمود في ظل غياب الثقة التامة بين البلدين في صدق النوايا ومصداقية التصريحات والأقوال.
برغم ذلك يجب أن نقر بأن ثمرات تلك الجهود بدأت تبرز وتنبت من بين فروع تلك العلاقات المتيبسة والجافة.
هذه الشجرة .. شجرة الانفتاح علي العالم بدأت تكتسي بالخضرة وبدأت سيقانها تلين، هذه المرة، ربما بسبب عذوبة ماء السقيا، بعد أن نفض السودان يده وأبعدها عن الكثير من دوائر القلق الدولية.
أمريكا ودول الغرب يريدون أن يحتفظوا هم بحق حصري في بناء علاقاتهم الوقائية أو التآمرية بينهم وبين إيران بينما يحرمون ذلك على غيرهم من الدول، لكن هذا الملف لم يعد مزعجاً بالنسبة للسودان الذي فرضت عليه خياراته الإقليمية والعربية والخليجية الاستراتجية أن يبتعد عن إيران طوعاً وليس كرهاً .. ابتعد بأمر نفسه وليس بأمر أمريكا ودول الغرب لكن ذلك الموقف الذي اتخذه السودان عد وانعكس بشكل إيجابي علي شكل علاقاته مع أمريكا ودول الغرب.
ثم كانت لقاءات غندور مع جون كيري وغيره من المسؤولين في الإدارة الأمريكية وسياسات الانفتاح وجهود الدبلوماسية السودانية قد وظفت حالة الارتياح ونبتة الثقة الصغيرة التي نبتت في مناخات السودان الدولية.
قرار مجموعة العمل الدولية بإزالة اسم السودان من قائمة القصور في مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب هو ثمرة طيبة من الثمرات المبكرة في موسم دبلوماسي ناجح فلحته دبلوماسية بروف غندور الذي كنا قد استبشرنا خيراً بجلوسه في مقعده المستحق.
حذار من الانتكاسات وحذار من المخذلين ومن دوائر تخريب العلاقات.
خذار من المنغلقين والمتطرفين ومن ناظمي الخطب والخطابات العدائية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق