الثلاثاء، 28 أكتوبر 2014

الشارة الخضراء في الثواني الأخيرة!

بروفسير غندور فى برنامج (لقاء خاص) الذي بثته قناة الشروق مساء الأحد قال إذا انتهى الحوار إلى تأجيل الانتخابات فليكن.. أي فليكن التأجيل. هذا الكلام الذي صرح به بروف غندور هو نفس الحديث الذي بحت به أصواتنا ونحن نردده فى سياق مخاطبتنا للقوى السياسية التى تشترط لمشاركتها الحوار بتأجيل الانتخابات. وقد ظللنا نردد معنى هذا الكلام -كلام غندور- ليس بناء على إقرار أو معلومة بأن المؤتمر الوطني لديه استعداد بقبول تأجيل الانتخابات فى حال حدوث اتفاق داخل طاولة على هذا الأمر. ولأنها المرة الأولى التى يصرح فيها الوطني بوضح أنه إذا تقرر ذلك فى الحوار فليكن..
رددنا أكثر من مرة باعتبار ان المنطق يقول به والمنطق يقول أن المؤتمر الوطني ليست مشكلته الكبرى في تأجيل الموعد من اليوم إلى الغد ولكنه يخشى أن يقبل بشروطهم ويؤجل الانتخابات قبل الحور ثم تدخل المعارضة فى حالة تمنع بحجة جديدة فيكون موقف المؤتمر الوطني ضعيف وواهن و تبدو صورته وكأنه يستجدي تلك القوى استجداء. واقع الحال الآن يقول إن القوى المعارضة غير متحمسة وجادة فى التقاط الحوار بذكاء وروح عملية تجعلها تلتقط القفاز وتشارك فى الحوار بهدف الضغط داخل الطاولة لتحقيق كافة المطالب المعقولة والضمانات التى تريدها.. بإمكانهم تحقيق معظم المطالب داخل طاولة الحوار والتمسك بالنقاط التى يرونها مهمة ثم الضغط فى اتجاه تمريرها وستمر لو كانت فعلاً نقاط مهمة وموضوعية وعادلة.
قلنا لهم إن دخولكم ومشاركتكم فى الحوار تكسبكم حياد الرأي العام تجاهكم كقوى معارضة، وهذا الحياد يمكن وعن طريق الطرح الموضوعي والمطالب العادلة داخل الطاولة أن يتحول الى انحياز وتأييد ومكسب جماهيري وسياسي لتلك القوى، فالمواطن السوداني يتمتع بقدر من الوعي السياسي كبير لذلك يعزف عن التجاوب مع محاولات إحداث الفوضى برغم تحفاظاته على تفاصيل كثيرة فى ممارسة الجهاز التنفيذي وبرغم تحفظاته على الكثير من السياسيات الخاطئة فى الدولة. هو مواطن جاد في حل قضاياه ولكن للأسف المعارضة غير جادة، بكونها تنسحب من المشاركة فى الحوار متحججة بممارسات تحدث من النظام الحاكم.. فى حين أن من المفترض أن تكون تلك القوى متوقعة لأي شيء يحدث لها من النظام الحاكم قبل بدء الحوار لأنه ه النظام الذي تعارضه و تتحفظ على سياساته وتريد إحداث التغيير فيه.. لماذا تفاجأت إذا طالما أنها لم توصل معه إلى توافق حتى الآن؟
المحك هو الحوار الحقيقي الذي لا تحاسب بعده الحكومة القوى المعارضة على ما مضى ولا  يحدث العكس, أما التحفظات والمواقف المسبقة التى تحدث من المعارضة تجاه ممارسات الحكومة قبل البدء فى الحوار وفى مرحلة الفواصل فى المواسم بين موسم الإنقاذ الحالية والموسم المنتظر بعد الحوار، فهي خلافات غير موضوعية، توافقوا على ثوابت ثم تحاسبوا على ضوئها في ما بعد. عودوا إلى صوابكم و شاركوا فى الحوار الذي أضعفتموه بالمقاطعة والانسحاب.. شاركوا فيه وإذا تعذر التوافق بينكم وبين الحكومة على الطاولة فإن هذا الوطن الجريح حينها سيحفظ لكم أجر المحاولة من أجله و من أجل تحقيق الاستقرار السياسي فى البلاد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق