الخميس، 30 أكتوبر 2014

أسلحة الدمار الشامل الأمريكية.. إيبولا نموذجاً!

بدأت تتصاعد مؤخراً إتهامات طبية وعلمية تستند إلى أدلة مادية مباشرة تجمع كلها على أن الولايات المتحدة الأمريكية -بطريقة أو أخرى- هي المسئول الأول إن لم يكن الأوحد لتفشي وباء الداء الفيروسي القاتل (إيبولا). ومن ما شك أن هذا الاتهام الذي فشلت الدولة العظمى حتى اللحظة فى تفنيده فى ظل حدة انتشار الفايروس وفتكه بعشرات الآلاف من البشر أغلبهم في المنطقة الإفريقية ليس أمراً جديداً أو مستحدثاً، بالنظر إلى مئات آلاف الحالات المماثلة لأوبئة وأمراض دولية فتاكة واجهتها البشرية فى حقب زمنية مختلفة لم يستطع أحد أن يسبر غورها.
موقع في التاسع عشر من أكتوبر الماضي أورد -وبإسهاب شديد- تقريراً ضافياً عن انتشار فيروس ايبولا فى أفريقيا ومسئولية الولايات المتحدة فى هذا الصدد. التقرير ارتكز على أسلوب استخدام القرائن المتعارف عليها لدى علماء القانون والتي تقوم فكرتها على استخلاص دليل من دليل مماثل آخر. فقد أشار التقرير إلى قيام فريق أمريكي فى أربعينات القرن الماضي بإجراء تجارب على سجناء فى غواتمالا حول مرض الزهري.
التجارب الأمريكية سرعان ما أفضت وبسرعة البرق إلى انتشار المرض على نطاق واسع فى بلدان أمريكا الوسطى، ومع استمرار الجدل طوال أكثر من 70 عاماً وغياب الدليل القاطع فقد جاءت المفاجأة الصاعقة مؤخراً حين أرسلت إدارة الرئيس أوباما اعتذاراً رسمياً إلى حكومة غواتمالا تعتذر فيه -طبعاً دون حياء- عما وقع منها بشأن ذلكم الداء الوبيل الذي فعل الأفاعيل بالآلاف فى تلك القارة البائسة.
هذه القرينة بدت للكثيرين كافية للتدليل على الدور الأمريكي فى نشر مثل هذه الأدواء القاتلة لأسباب تخص الدولة العظمى. ويعكف الدكتور(سيريل برودويك)، وهو عالم ليبيري متخصص فى أمراض النباتات بجامعة ليبيريا على التقرير ويشير إلى أن واشنطن وعبر وزارة الدفاع (البنتاغون) قامت بتمويل لتجارب لحقن البشر بفيروس إيبولا فى كلٌ من غينيا وسيراليون، قبل أسابيع قلائل من تفشي المرض.
ويؤكد الدكتور (بردويك) إن البنتاجون دفع مبلغ 140 مليون دولار لشركة كندية تعمل في مجال الأدوية وتدعى (تيكميرا) لإجراء بحوث على مرض الايبولا، وأن تلك البحوث اقتضت حقن البشر الأصحاء بالفيروس لمعرفة الآثار والنتائج المترتبة عليها!
ولا شك أن القرينة السابقة (قرينة تفشي مرض الزهري فى غواتمالا فى الأربعينات) مضافاً إليها اعتذار إدارة أوباما مؤخراً، مضافاً إليها ما قاله الدكتور سيريل)  تثبت بجلاء أن الولايات المتحدة هي التي تقف وراء انتشار هذا المرض المهلك فى الآونة الأخيرة. وعلى ذلك فإن السؤال فى الواقع لم يعد حول ما إذا كانت واشنطن -فعلياً- قد تورطت فى هذا الجرم الدولي البشع بلا وازع من ضمير؛ ولكن السؤال الأهم هو؛ لماذا فعلت الدولة العظمى ما فعلت؟
هل كان الهدف تجريد دول القارة من العنصر السكاني والمورد البشرية حتى تستمتع الدولة العظمى -وحدها- بمواد العالم المهولة فى سعيها المحموم للإستحواذ على كل موارد البشرية؟ أم يا ترى هل كان المقصد تشغيل شركات الأودية الأمريكية والغربية عقب الادعاء -كذباً طبعاً- التوصل للقاحات فاعلة ضد المرض؟ أم أن الأمر كله يدور فى سياق حرب بيولوجية وتجارب أسلحة جديدة تغني واشنطن عن إرسال بارجاتها الحربية وأساطيلها بإستمرار إلى شتى بقاع العالم تقليلاً للكلفة وإحكاماً للسيطرة -عن بعد- على  العالم؟
إنها الولايات المتحدة الدولة الوحيدة في العالم التي لا تتورع عن القضاء على العالم إذا اقتضت مصلحتها الخاصة ذلك!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق