الأربعاء، 22 أكتوبر 2014

الأحزاب والمواقف المتناقضة!!

هل عدم ترشيح البشير سيحل مشكلة السودان؟
ما هي أسباب المواقف المترددة والمتناقضة للكثير من الأحزاب الوطنية من الحوار الوطني ومن قيام الانتخابات العامة والتي حدد موعدها من زمان بعيد؟!
لقد انقلبت الأحزاب الكبيرة على الحكومة وقررت الانسحاب من الحوار ومقاطعة الانتخابات .. ولا أدري إن كان هذا الموقف نهائياً أم ستخرج علينا بموقف آخر؟
والسؤال الأهم .. هل تعتقد هذه الأحزاب انها إذا تأجلت الانتخابات سوف تكتسح كل الدوائر وتفوز برئاسة الحكومة وكل مؤسساتها؟!
هذا أمر غير قابل للتحقيق .. اذ أن هذه الأحزاب المعارضة الكبيرة تعاني من مشكلات كثيرة بعضها تنظيمي وآخر مالي، وانشطارات عديدة، ويجب خلق آلية لتقريب وجهات النظر بين الحكومة وهذه الأحزاب لمصلحة استقرار الوطن والوقوف سداً منيعاً ضد التحديات التي تواجه الوطن.
الحزب الحاكم هو الحزب الوحيد الذي سعي ومنذ فترة لتنظيم صفوفه وعضويته والتي ستمكنه من اكتساح الانتخابات وبامتياز.
أخطر ما في تطورات الموقف السياسي هو التصريح الذي أدلي به الدكتور نافع علي نافع القيادي البارز في المؤتمر الوطني .. من إن بعض قيادات المؤتمر الوطني تسعي لتقديم مرشحين خلفاً للرئيس البشير..
وكأن الأزمة كلها مرتبطة بتغيير الرئيس في موقعه!
وبعض هؤلاء يطلعون بتصريحات نيابة عن الرئيس .. بقولهم إن الرئيس يعي ما يقول في موقفه من عدم الترشح لولاية جديدة!
مثل هذا التصريح يجب إن يخرج من سيادة الرئيس البشير نفسه، أو من بيان رسمي من المكتب القيادي للمؤتمر الوطني!
لكن في تقديري بعض المراقبين .. إن المشكلة ليست في ترشيح الرئيس البشير .. وإنما تكمن في رغبة قيادات نافذة في الأحزاب الكبيرة للترشح لرئاسة الجمهورية..!
وهذا أمر يجب تركه لجماهير الشعب السوداني وعدم إرسال أشارات واضحة المعالم وواضحة الهدف..!
ان هذا العناد السياسي الذي تمارسه بعض القوى السياسية وهي لا تملك قوى جماهيرية تمكنها من الفوز بالانتخابات ولا تملك مالاً لتمويل العملية الانتخابية .. ولا تملك استعداداً للم شمل أحزابها وإعادة المختلفين مع رئاسة الحزب..!
وما أزعجني حقيقة ما أدلي به الدكتور إبراهيم الأمين القيادي بحزب الأمة بعد عودته من القاهرة مؤخراً واجتماعه بالإمام الصادق المهدي من أجل لم الحزب وإشاعة الديمقراطية فيه إعفاء بعض القيادات التي لا يري انها تملك الكفاءة لقيادة حزب الأمة..
وقال الدكتور الأمين إن الإمام رفض أي دعوة للإصلاح كما رفض إعفاء من طلبوا إعفاءهم .. وأخطر ما قال الدكتور الأمين إن الإمام الصادق ادخل حزب الأمة في جيب أسرته .. وهذا كلام خطير من شأنه إن يغلق أي مساع تقود للمصالحة والإصلاح..!
حزب الأمة حزب جماهيري كبير وله تجربة في الحكم.. وله أنصار ومؤيدون له من شأنهم إن يعيدوه إلى الساحة السياسية قوياً ومتيناً .. لكن إذا قال صاحب الزبدة أشوها .. فما على الدكتور الأمين إلا إن يشوى!!
والإمام الصادق يملك تجربة سياسية طويلة هو أحد رموز الاستنارة في بلادنا، ويجب عليه إن يفكر طويلاً .. وبعناية فائقة كيف يحفظ وحدة الحزب .. وكيف يمكن إن يعود الحزب الى موقعه السابق؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق