الثلاثاء، 21 أكتوبر 2014

ما بين المهدي وفاروق وأحلام ظلوط

هل هذه هي المرة الأولي التي يتفق فيها الصادق المهدي وفاروق أبو عيسي على إسقاط النظام؟
كلا ولا المرة السبعين، والرقم سبعون ذو دلالة قرآنية فريدة (إن تستغفر لهم سبعين مرة)، وجواب الشرط هو أن الله لن يغفر لهم كناية عن الاستحالة، فلن يسقط فاروق أبو عيسي والمهدي  النظام إن اتفقا على ذلك سبعين مرة، ليس لأن النظام غير قابل للزوال، فكل الأنظمة إلى زوال ويبقي وجه الله ذو الجلال والإكرام، لكن السبب يرجع إلى ماهية الرجلين ومدي قردتهما على صناعة الأحداث الذاتية وليس تلك التي تعول على الآخر سواء كان داخلياً أو خارجياً، فليس من قدرة على الفعل تقول بأن السيد الإمام له أولاً موقف سياسي واضح يستطيع أن يغير تكتيكاته حوله دون أن يغير من هدفه نفسه، فهو من محارب للنظام عبر العمل المسلح وفق ميثاق أسمرا إلى مهادن للإنقاذ ومسرح لقواته ومتجه نحو مزعومة الجهاد المدني التي لم تفلح في نصر أو تبقيه في حلف الحكم أو المعارضة، الصادق المهدي الذي دنا ذات يوم قاب قوسين أو أدني من منصب رئيس مجلس الوزراء حسبما راج  عن توافقه مع الوطني حول قسمة السلطة والحصول على نسبة 40% من السلطة قبل إن يثنيه التيار الجهوى في داخله، لا هو أدرك المعارضة التي شككت في ولائه أكثر من مرة ولا بلغ مبلغ الحكم، فلم يدخله وهو يطمع فأناب عنه أبنه حين تعسرت عليه المهمة، وحتى خطواته التي خطاها في التصعيد لا يزال الكثيرون يرونها من حيث تفاهمه مع الثورية ما هو إلا تمهيد لمذكرة التفاهم التي وقعت عليها لاحقاً وفد آلية 7+7 في أديس من أجل إلحاق الحركات المسلحة بالحوار الوطني وتهيئة الأجواء، فعد ذلك الدور ضمن مصالح المؤتمر الوطني.
أما السيد فاروق أبو عيسي فإن جهوده في إسقاط النظام التي لم تنقطع لأكثر من عشرين عاماً لم تفلح يوماً أو تسفر عن شيء ذي بال والذي لا يدركه لا المهدي ولا فاروق أن أدوات التغيير لم تعد ملكاً للأحزاب ولا الطوائف ولا البيوتات الكبيرة، فثورة الاتصالات والمعرفة لم تترك كبيراً على النقد، وحركة التنوير لم تترك تقليداً أو إرثاً يتكئ عليه، فما هي الآليات التي يتبعها الرجلان لإسقاط النظام؟
هل ثمة خطة واضحة لإنجاز هذه المهمة، سيما وأن الجهاد المدني والتمرد المسلح لم يسعفاهما من قبل، أما مفاتيح العمل الجماهيري العام فقد أصبحت بيد الشباب الذين لا حزب لهم ولا تبعية وإن وجدت فهي ليست لصالحهما؟
حاشية:
إن مجرد الحديث عن إسقاط النظام من دون آليات واضحة يذكرنا مقولة الإمام الصادق المهدي عن نفط السودان غنه أحلام ظلوط، فهل يصح أن يقال لاتفاقهم هذا بأنه أحلام ظلوط.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق