الأربعاء، 29 أكتوبر 2014

اللاجئون تربة الاتجار بالبشر في السودان

يعيش السودان معاناة دائمة تؤرق مجتمعه وتقلل من فرص تطوره وتقدمه والسعي للنهوض من كبواته المختلفة وتتمثل في وجود آلاف اللاجئين والمهاجرين لأراضيه، وهم يتدفقون من بواباته المختلفة وعبر حدوده المفتوحة..
والتي تيسر حركة التداخل والذوبان في النسيج الاجتماعي في الأقاليم وحتى داخل العاصمة الخرطوم، فمعظم القادمين إليه يحملون أمراضهم وعاداتهم الحياتية وتقاليدهم الغريبة، والخطير في الأمر أن تلك الحشود باتت تربة خاصة للاتجار فيها بشرياً، وسرقة أعضائها بأثمان بخسة وبعمليات بالغة الخسة والانتهازية.
ولبحث أزمة اللاجئين وتدفقهم على الأراضي السودانية وقضية الاتجار بالبشر وإيجاد الحلول الناجعة لها، شهدت الخرطوم أخيراً جلسات المؤتمر الإقليمي للاتجار وتهريب البشر بمنطقة القرن الافريقي. وقد طالب وزير الداخلية السوداني الفريق عصمت عبدالرحمن، المجتمع الدولي بتوفير معينات جوية للدول الافريقية المعنية بالأمر لمكافحة الظاهرة المتفشية في المنطقة.
مؤكداً أن بلاده تمثل معبراً لعمليات التهريب، وهناك صعوبة بالغة في التحكم بعمليات الدخول نظراً للحدود الواسعة بين بلاده والدول المجاورة لها. وعمليات التهريب تتم في معسكرات اللاجئين على الحدود الشرقية للسودان وتسعى الحكومة لضبط المعسكرات وتنظيم عملية الدخول والخروج وتوفير معينات للاجئين بالمعسكرات.
ويوجد أكثر من 70% من اللاجئين في المدن وهم عرضة للاستغلال، ما يتطلب تحسين ظروف اللاجئين داخل المعسكرات حتى لا يضطروا إلى مغادرتها.
وسبق للسودان أن وقع عدداً من الاتفاقيات بخصوص القوات المشتركة بينه ودولتي أريتريا وإثيوبيا وحققت القوات المشتركة الليبية السودانية نجاحات كبيرة وعملت على تخفيف تهريب البشر عبر الصحراء، إلا أن اتساع رقعة الحدود بين البلدين تصعب مهمة التحكم فيها، والسودان تحديداً يحتاج لدعم ومعينات جوية وبحرية لملاحقة المهربين.
حملات توعية
وقال مدير منظمة الهجرة الدولية إن المنظمة تدرك قدرات السلطات الحكومية والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني، وسعيهم الجاد لمكافحة الهجرة غير الشرعية ومساعدة المهاجرين المعرضين للخطر وحفظ حقوقهم الانسانية..
وقامت المنظمة بتنظيم حملات توعية للمهاجرين في الخرطوم وشرقي السودان حول مخاطر الاتجار بالبشر، وعملت على تسجيل وتصنيف اللاجئين ومتابعة العائدين وتوفير المياه والصحة البيئية وقدمت الخدمات الأساسية لهم.
وتركز منظمة الهجرة الدولية على الحوار بين دول الإقليم لاغتنام الفرص ومواجهة التحديات بشكل جماعي عبر التعاون والشراكة بين دول المصدر والعبور والاستقبال.
وأبرز التحديات التي تواجه مكافحة ظاهرة الاتجار بالبشر تتمثل في عدم توافر قواعد بيانات وإحصائيات دقيقة حول العمالة المهاجرة في إفريقيا وضعف التنسيق بين الدول والمؤسسات، والحاجة لبناء القدرات، بالاضافة للتحديات التي ظهرت أخيراً والمتمثلة في انتقال العمالة بين الدول بشكل عشوائي وبطريقة غير مقننة، الأمر الذي قد يؤدي الي تفشي فيروس إيبولا القاتل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق