الأربعاء، 21 فبراير 2018

“مواقف فاضحة”

دائماً ما تستغل حركات دارفور المتمردة المواقف لإعادة ظهورها مرة أخرى بعد أن أفل نجمها وأصبحت أشلاء مشتتة، بعد الهزائم التي تلقتها على حدود ولايتي شمال وشرق وجنوب دارفور منتصف العام الماضي وأدت إلى دحرها تماماً من المنطقة، بالإضافة إلى عمليات الصيف الحاسم التي قادتها الحكومة ضد المتمردين بالتركيز على بقايا عبد الواحد بجبل مرة، وكان نتاج هذه العمليات استئصال شأفة التمرد من دارفور، وأصبحت الحركات عبارة عن أشخاص ومكاتب خارجية غير فاعلة، لذلك باتت تبحث عن ثغرات للظهور الإعلامي فقط وليس السياسي أو العسكري.
ومن أجل تحقيق ذلك استغلت الحركات الفترة التي تلت إعلان الموازنة الجديدة نتيجة لتجميع القوى المعارضة بشقيها السياسي والعسكري، مستغلين الآثار التي ترتبت على الموازنة وعلى خلفية هذه التحركات سارعت حركات دارفور بالتنسيق مع هذه الكيانات المعارضة أملاً منها في أن تحقق أحد النجاحات، ولكن النتائج جاءت عكس ما خططت له.
وفي هذا الصدد يقول المهندس إبراهيم الجيلي رئيس حزب حركة القيادة التاريخية، إنه رغم التنسيق المشترك بين مكونات المعارضة المختلفة لحشد المعارضين بمختلف المسميات منفردة أو مجتمعة إلا أنهم لم يحرزوا نتيجة تحسب لصالحهم، بل أدى ذلك إلى انكشاف ضعفهم وقلة حيلتهم، واتضح ذلك جلياً من خلال البيان الذي أصدرته قوى المعارضة والذي أعلنت فيه تحمل مسؤوليتها في فشل المسيرات الاحتجاجية التي حشدت لها، وردت ذلك لغياب التنسيق والترتيب، لافتاً إلى أن هذا أمر غير مستغرب من قوى المعارضة بل هو دأبها لأنها دائما ما تقحم نفسها في مثل هذه الأعمال وتنتهي بالفشل وينسحب ذلك على خذلان كل معاونيها وفي مقدمتهم حركات دارفور التي تسابقت في دعوة ما تبقى من عضويتها لإحداث خلل في المنظومة الأمنية بالبلاد عبر المشاركة في التظاهرات. ويؤكد الجيلي أن دارفور لم تستفد من الأحزاب السياسية على مر التاريخ ولن تستفيد حالياً، لأن هذه الأحزاب دائماً ما توظف أبناء دارفور في تحقيق أجنداتها الشخصية كالفوز في الانتخابات والحصول على مناصب في الدولة، كما كان يفعل حزب الأمة والاتحادي الديمقراطي اللذان استفادا من دارفور في الدوائر الجغرافية الانتخابية، وعند تحقيق مبتغاهم لا يلتزمون بدعم التنمية، مطالبا جميع مثقفي ومستنيري دارفور من الشباب والطلاب والمواطنين بعدم الإنصات لدعاوى التمرد والمعارضة التي تعيش أضعف حالاتها.
ومن جانبه يقول محمد زكريا القيادي المنشق من حركة عبد الواحد إن الحركات المتمردة التي تضم مناوي وعبد الواحد والعدل والمساواة تبارت في حشد فلولها وخلاياها النائمة وأصدرت بياناتها للتصدي لما أسمته بالانهيار الاقتصادي، وصورت الميزانية الجديدة وما نتج عنها من إجراءات بأنه سياسة تدمير للوطن، مؤكداً أن كل هذا الحراك الذي تم جاء من أجل تحقيق مصالح شخصية للمعارضة والتمرد، مضيفاً أن عبد الواحد أصدر بياناً هو الآخر طالب فيه فلول الحركة بالتصدي لما وصفه بسياسة الفقر والتجويع، داعياً للمقاومة عبر المظاهرات والاحتجاجات وصولاً لإسقاط النظام. ويسخر زكريا من موقف جبريل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة الذي دعا عناصره للمشاركة في التظاهرات المعلنة من قبل قوى المعارضة تحت مسميات حتى لا يتم رصدهم ومتابعتهم من قبل الأجهزة الأمنية، مشيراً إلى أن مجموعة جبريل فضلت الابتعاد عن المهالك والتزمت بدعم المعارضة إعلاميا عبر مكاتبها الخارجية ووسائل التواصل الاجتماعي، مضيفاً أن هذا التخاذل متوقع من حركات دارفور التي باتت لا تمثل شيئاً حالياً على أرض الواقع، وسعت من وراء ارتمائها في أحضان المعارضة صنع زوبعة إعلامية للظهور مرة أخرى بعد أن تجاوزها الزمن. وبدا واضحاً من خلال كل هذه المعطيات أن ما خططت له المعارضة والحركات انتهى إلى لا شيء، فالحركات ليس لديها عناصر مؤثرة في الداخل يمكن تحريكها للمشاركة في أي أعمال مع قوى المعارضة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق