الأحد، 25 فبراير 2018

الحكومة السودانية والمميزات الإستراتيجية المحققة للنجاحات!

من الصعب إن لم يكن من المستحيل مقايسة نظام الحكم الحالي القائم في السودان بأي نظام سابق، أو حتى نظير له في المنطقة والاقليم. النظام الحاكم الآن في السودان وتتميزه دون الأنظمة السابقة بعدد من المميزات الاساسية:
 أولاً، قدرته على مواجهة التحديات والمشاكل بل والرياح العاتية والمخيفة وهذه ميزة نادرة فعلى سبيل التذكيرة فقد واجه حرب الجنوب الضروس على ايام قرنق بكل ما كانت تحويه وتمثله من تهديد جدي وخطير لنواة الدولة السودانية نفسها وواجه الحملة الشرسة في اقليم دارفور بكل لما حوته من دعاية اعلامية مكثفة وقرارات لمجلس الامن فاقت الـ20 وقوات حفظ السلام وهي الاضخم في تاريخ علميات السلام في العالم.
ثم محكمة الجنايات الدولية وعودة التمرد إلى جنوب كردفان والنيل الازرق مع اشتداد الحرب في اقليم دارفور ثم الازمة الاقتصاية. أزمات مفصلية خطيرة تجاوزها نظامل الحكم بجسارة يسحده عليها معارضوه ومتمنيي زاوله، هذه الارادة في مجابهة الصعاب والخبرة في منازلتها ثم الخروج منها ليست امراً سهلاً كما قد يتبادر على إلى الكثيرين.
ثانياً، توفر الارادة السياسية الواضحة للمراجعة و إعادة النظر والاصلاح ، فقضية جنوب السودان المؤرقة تاريخياً لهذا البلد راجعها و خلص إلى النتيجة المفضلة لدى الجنوبيين بتكوين دولة منفصلة. قضايا السلام و الحكم راجعها في مؤتمر الحوار الوطني (الوثبة يناير 2014) قضايا فصل السلطة التنفيذية عن العدلية في وزارة العدل، اعاد النظر افيها، الحكم الاتحادي اعاد قراءته واصلاحه، بل ان مشروع الحوار الوطني –كدعوة مفتوحة غير مشروطة– كان بمثابة مراجعة ونزوع نحو الاصلاح و ترتيب البيت السوداني من الداخل برؤية كلية شاملة .
ثالثاً، عند بروز ازمة الاقتصاد م يجد بأساً من مراجعة السياسيات الاقتصادية بعملية الاحلال و الابدال في الطاقم الاقتصادي. باعادة اصلاح سياسات الصادر و الاستيراد، بتنشيط تجارة الحدود ومنع تهريب السلع إلى دول الجوار.
هاتين الميزتين ، المواجهة و الشجاعة لارادة للتحدي والرغبة المؤكدة في الاصلاح والمراجعة ميزتين لازمتين لبناء الدولة الحديثة، وهنا يكمن سرا اصرار المواطنين السودانيين على دعم ومؤازرة نظام الحكم الحالي. فهو يتجلى بقدر جيد في المرونة وقدر اكبر من إرادة اعادة النظر والاصلاح، و الرغية فى تنظيف واصلاح البيئة السياسية بأكملها في شتى ارجاء البلاد.
ولهذا كان من الطبيعي ان يعض المواطن عليه بالنواجذ، وان يقفف مدافعاً عنه وبذات القدر فان قوى المعارضة السودانية التى ربما لم تدرك بعد هاتين الميزتين غير القابلتين للنكران، ما تزال تراهن على اسقاطه دون ان يطرف جفنها حين ترى دعواتها المتكررة للخروج إلى الشارع تذهب ادراج الرياح ولا يتجاوب معها الشارع السوداني قط ولا يوليها اهتمام!
 إن استراتيجية اعادة ترميم واصلاح الدولة ومعالجة القضايا بوضوح و باجراءات جادة ذات بعد استراتيجي ينظر إلى المستقبل هي العناصر الاساسية المهمة التى ما تزال ترفد الحكومة السودانية بأكسير قيادة الدولة السودانية و تحقيق النجاحات تلو النجاحات وتخطي الازمات!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق