الأحد، 25 فبراير 2018

ذئاب يتدثرون بفراء الثعالب!

من المؤكد ان احدة من أكثر مسببات فشل العديد من المؤسسات الدولية  فقدانها الاحترام والثقة، انعدام العدالة؛ وإزدواج المعايير، وغياب الرغبة و الارادة في وضع منهج واضح موحد يخضع له الجميع. أسطع نموذج في هذا الصدد ما عرف في تاريخنا المعاصر بمحكمة الجنايات الدولية ، كان الهدف من انشائها حين جرت مناقشة ميثاقها في روما عام 1998 وضع حد لجرائم الحرب والانتهاكات التي عادة ما تقع في النزاعات بين الدول والنزاعات الاهلية الداخلية في الدولة الواحدة.
ولكن سرعان ما تبين وعلى الفور انها محكمة (تمييز) ليس على غرار محاكم التمييز بالاصطلاح القانوني الذي يعني الاستئناف أو النقض، ولكن بمعنى التمييز بين الدولة وما اذا كانت دولاً من المصاف الاول، أو المحمية بقوى دولية ذات نفوذ طاغ، أو أنها محض دول من مصاف الثالث الادنى في العالم الثالث والقارة الافريقية.
منذ العام 2003 عام بداية انطلاق المحكمة كان الملاحقون والمشتبه بهم افارقة! مع أن الجرائم المرتكبة وقعت في أنحاء عديدة من العالم وارتكبها قادة معروفون من دول معروفة. فى هذه النقطة بالذات تبين ان التجربة قد انتهت و شيعت بالفشل واللعنات.
الامر نفسه الآن ربما يحدث في مقبل الايام لما بات يعرف بالمنظمات المدنية الدولية العاملة في مجال الغوث الانساني وتوفير الملاذ و المأوى لضحايا الحروب والنزاعات!
هذه المنظمات ثبت أنها تضم عاملين وموظفين ذوي استعداد اجرامي، يستغلون ظروف اللاجئين وظروف الحرب لتحقيق اهدافهم الخاصة. المنظمات الاغاثية هذه اصبحت الآن (موضع اتهام وشكوك) حتى لدى المنظمة الدولية ووكالاتها على مستوى العالم كونها تحولت إلى (بؤر) اجرامية تمارس جرائم الاستغلال الجنسي و الابتزاز!
خطورة هذه المنظمات -وهذا مربط الفرس- انها تلبس ثياباً دولية ناعمة و لامعة! فهم في نظر المجتمع الدولي وفى نظر الحكومات و في نظر ضحايا الحروب واللاجئين (ملائكة رحمة) ورسل انقاذ و حياة، اذا بهم (ذئاب) يرتدون فراء الثعالب اللين ناعم الملمس! يدخلون و يخرجون إلى أماكن إقامة الضحايا بتصاريح مشروعة ولا يتهمهم أحد بأية تهمة.
هذه المنظمات المدنية سقطت هي الاخرى و ذلك ببساطة لان العديد من  دول العالم حين يقع اختيارها على العاملين فيها تختار من لديهم حساً استخبارياً ، ومن بإمكانهم كتابة التقارير، ورصد معلومات لاصالح هذه الدولة العظمى او تلك، فالعمل الانساني عامة وإن بدا عملاً طوعياً بريئاً هدفه الانسان حماية وصوناً لشرفه؛ إلا انه في جوهره عملا استخبارياً بامتياز، تستغله بعض الدول العظمى من اجل تحقيق اهداف خاصة.
وليس سراً هنا ان السودان وضع يده طوال السنوات السابقة على العديد من المخبرين , والصحفيين المندسين الذين ثبت أنهم ضالعون في عمل استخباري بينما جاءا أصلاً لمهام انسانية ضمن سياق منظمات انسانية إغاثية.
والمؤسف هنا ان تحقيقات محكمة الجايات الدولية خاصة في حقبة المحقق السابق اوكامبو كلها استندت على تقارير وإفادات ذئاب و ثعالب هذه المنظمات، هم يبقرون بطون الضحايا و ينتزعون احشاء شرفهم، ثم ينسبون ذلك –بدم بارد- إلى السلطات السودانية و يجبرون الضحايا على إتهام الحكومة السودانية!
من ترى بعد اليوم يثق أو يصدق منظمات مدنية دولية؟. ومن يأمن مخالب بعضهم المطلية بألوان بيضاء ملساء ناعمة لاخفاء سوادها و قايا الجلد والدم الاسود البادي بوضوح عليها؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق