الخميس، 22 فبراير 2018

استمرار الاشتباكات بين فصائل «الشعبية»

اتهمت الحركة الشعبية ـ شمال قيادة مالك عقار، قوات تتبع لمجموعة عبدالعزيز الحلو بشن هجوم على منطقة «تنفونا» التى اشارت الى انها تقع تحت سيطرة مالك عقار ،ومضت الى ان قواتها في ولاية النيل الأزرق دخلت في معركة منذ الثلاثاء مع قوات مهاجمة تتبع لفصيل عبد العزيز الحلو بقيادة استيفن أمد والجندي سليمان وعبد القادر شعبان.
البقاء للاقوى
المتحدث باسم الحركة الشعبية ـ جناح عقار مبارك اردول فى بيان له اول من امس «الاثنين» ، قال اشتباكات الفصيلين استمرت منذ الساعة الخامسة مساء السبت وحتى الساعة الثامنة مساءً، دون ان يحدد رقما لعدد ضحايا الاشتباكات وتفاصيل نهاية المعارك التى لم تكن الاولى بين فصائل الحركة الشعبية قطاع الشمال ـ رفقاء الامس وفرقاء اليوم ـ منذ اعلان رئيس الحركة الشعبية قطاع الشمال عبدالعزيز الحلو استقالته مطلع يوليو 2017 ،وما تلى ذلك من تسارع للاحدث كانت محصلتها انقسام الحركة الشعبية قطاع الشمال الى فصيلين يقود احداهما مالك عقار والثانى يقوده عبدالعزيز الحلو وبات كل فصيل يكيل الاتهامات للاخر ويسعي لاقصائه من المشهد السياسي والعسكرى، وان دانت السيطرة لفصيل «الحلو»، والشاهد تسميته من قبل الوساطة الافريقية رفيعة المستوى المعنية بايجاد تسوية للصراع بديلا لـ «عقار» فى التفاوض القائم بينهم والحكومة.
ثمة شكوك حول بيان الحركة الشعبية قطاع الشمال مجموعة عقار حول صحة الاشتباكات لكن الامين العام الذى خلف ياسر عرمان فى حركة «عقار» خميس جلاب كان قد حذر منتصف ديسمبر من العام الماضى من تحركات لقوات الفصيل الذي يقوده عبد العزيز الحلو بمناطق سيطرتها في ولاية النيل الأزرق، ما ينذر بتجدد القتال بين الطرفين.
ووجه خميس جلاب فى بيان له رسالة إلى عبد العزيز الحلو طالبه فيها بالإحتكام لصوت العقل والحكمة والرحمة لوقف ما اسماه عملية إبادة مواطني النيل الأزرق وجلوس الفصيلين لوقف الحرب بين «الرفاق» وإيصال الإغاثة.
وقال جلاب: كما أوجه رسالتي للرفيق جوزيف تكا ومن هم تحت قيادته المباشرة بألا ينفذوا تعليمات عبد العزيز الحلو ويشتركوا معه في إبادة أهلهم في النيل الأزرق.
رفقاء الامس فرقاء اليوم
وتبدو المفارقة ماثلة فى الصراع الذى نشب بين «رفقاء الامس فرقاء اليوم»، والذى ربما لا يبتعد كثرا عن كونه محاولة لحسم الامر عسكريا وتأكيد الوجود على الميدان للمجتمع المحلى والاقليمي والدولى للاستمرار فى طاولة التفاوض مع الحكومة، وان كان على حساب الفكرة والمصير المشترك.
العميد محمد يونس أبكر ، بالجيش الشعبي ، العائد من التمرد ، فى تصريحات سابقة لـ «الصحافة» اكد ان ما يدور الان بين فصيلي «الحلو» و «عقار» هو محاولة لاثبات القوة ،مؤكدا عدم حرص الفصيلين على مصلحة وقضايا المنطقتين، لافتا الى ان الصراع يكشف اجندة المتصارعين.
يونس عاد واكد عدم رغبة مجموعة «عقار» في التوصل لاتفاق سلام ،مشيرا الي رغبة «الحلو» في تحقيق السلام وقال لـ «الصحافة» : ناس مالك غير راغبين في السلام لكن الحلو زول سلام .
مصدر مقرب من حركة عبدالعزيز الحلو فضل حجب اسمه ، اكد وقوع الاشتباكات ،لافتا الى انها فى سياق بسط «الحلو» سيطرته على الميدان استعدادا لجولة التفاوض القادمة.
المصدر نبه الى ان ما وصل اليه حال «رفقاء السلاح» لم يكن يتوقعه اكثر المتشائمين وقال: ما يحدث كان مفاجئا للكثيرين حتى قيادات الحركة الشعبية قطاع الشمال انفسهم» واستطرد: نعم كانت هناك خلافات لكن لم يكن هناك من يتوقع ان تتمدد على نحو ما هو ماثل.
وقطع المصدر بان الخلافات القت بظلال سالبة على مستقبل قطاع الشمال ككل من حيث قدرته على الاستمرار فى المعارضة المسلحة ،لافتا الى ان الحديث عن النضال والمصير المشترك تجاوزته الاحداث والزمن وقال: الحديث الان حديث مصالح وما يمكن الحصول عليه من كيكة السلطة ـ بحسب تعبيره.
نهاية النضال المشترك
الكاتب الصحفى ،القريب من دوائر الحركة الشعبية قطاع الشمال ابراهيم عربي ،لم يستبعد وقوع الاشتباكات ،وكشف عن تبادل قيادات الحركة الشعبية قطاع الشمال بجناحيها للاتهامات حولها ،مشيرا الى انها محاولة لاثبات وجود على الارض ،مؤكدا ان وقوع الاشتباكات بين فصائل قطاع الشمال كتبت شهادة وفاة لما يسمى بالنضال المشترك وقال فى حديثه لـ «الصحافة» امس : قصة النضال المشترك مرحلة وانتهت والعمل الان يتم لاثبات الوجود وكل طرف يحاول اقصاء الاخر .
وقطع عربي بتأثير الاشتباكات على استقطاب الفصيلين ،ولم يستبعد ان تكون باستجابة لتحريض من قوى المجتمع الدولى،ورد فعل لزيارة قام بها القائد احمد العمدة ومالك عقار وياسر عرمان الى مناطق سيطرتهم بالنيل الازرق.
وتوقع عربى لجوء المجتمع الدولى فى جولة التفاوض القادمة الى توقيع اتفاق وقف عدائيات مشترك بين الحكومة وفصائل الحركة الشعبية قطاع الشمال وقال: ليس بالضرورة ان يكونوا جزءا من بقية ترتيبات التفاوض.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق