الأربعاء، 22 نوفمبر 2017

مركزية الطلاب وحزب المؤتمر السوداني.. خروقات وإختراقات!

ظل حزب المؤتمر السوداني المعارض وربما لا يزال يزعم أن مؤتمر الطلاب المستقلين جزء منه وربما تراه يتعامل معه إعلامياً على هذا النحو، ولكن الحقيقة هي غير ذلك تماماً فقد تدهش عزينا القارئ اذا علمت ان مركزية مؤتمر الطلاب المستقلين تشتكي من ما تصفه بـ(اختراق) حزب المؤتمر السوداني لها ومن ثم فقد اضطرت مركزية مؤتمر الطلاب المستقلين -تحت وطأة هذه المعاناة- لعقد اجتماع خاص أجندته الوحيدة (إيجاد وسائل لمنع اختراق حزب المؤتمر السوداني لتنظم مؤتمر الطلاب المستقلين)!
 الاجتماع انعقد بتاريخ 31/10/2017م واختارت له المركزية مكاناً رأت انه ربما لا يخطر على بال أحد، وهو كافتيريا كنتاكي ببحري! الحضور كان حوالي 7 من قادة المركزية منهم هاشم بحر خريج جامعة نيالا، وأحمد محمد الأمين، خرجي جامعة الخرطوم، وعمر كمال دار، جامعة السودان كلية الاقتصاد السنة الرابعة، و فتحي عبد الله خريج جامعة جوبا، و محمد البوني، جامعة الجزيرة، و محمد جمعة أسبيس، خرج النيلين، و فؤاد عبدالله، جامعة الزعيم الأزهري.
 ولأن الأجندة خطيرة ومهمة ومعنية بإيجاد وسائل فاعلة لمنع اختراق حزب المؤتمر لمركزية الطلاب، فقد كان من الضروري أيضاً إيلاء أهمية لكيفية معالجة الخلافات التى تحدث بين المركزية وبقية مؤسسات المؤتمر بالجامعات.
النقاش الساخن الذي دار أكد ان هناك (اختراقاً) من قبل حزب المؤتمر السوداني لتنظيم مؤتمر الطلاب المستقلين و الدليل على ذلك -كما أكد المتحدثون- تسرب منشور من قروب الطلاب المستقلين إلى قيادات حزب المؤتمر السوداني، وذلك باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي وعلى وجه الخصوص (واتساب)!
 ولهذا أكد الاجتماع على عدم نشر أيّ قضايا الطلاب المستقلين على وسائل التواصل الاجتماعي. ويشير الاجتماع إلى انه ونتيجة لهذه التسريبات فان حزب المؤتمر السوداني أجرى اتصالات مع مؤسسات الطلاب المستقلين بالجامعات السودانية طالباً منها عقد اجتماع تنظيمية لحل المشاكل بين الطرفين بعيداً عن مركزية تنظيم الطلاب المستقلين! بما يخالف لوائح المركزية التنظيمية لان من المفروض ان تأتي التوجيهات من مركزية الطلاب لمؤسسات الطلاب الجامعية.
 وبعد أن نُوقش الأمر باستضافة كانت قرارات الاجتماع هي عدم تناول قضايا مؤتمر الطلاب المستقلين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما تقرر عقد اجتماع مع حزب المؤتمر السوداني لوضع لائحة لتنظيم التعامل بين الطرفين. مجمل المشهد إذن، أن مركزية الطلاب المستقلين لا تخضع لحزب المؤتمر السوداني وقررت فعلياً وضع حد واضح لمنع اختراقات الحزب لقضايا طلابها!
حزب المؤتمر السوداني من جانبه بدا ضعيفاً وهو يرى نفسه غير قادر على إخضاع الطلاب المستقلين وإمساك بقيادتهم في يديه! المعادلة هنا بدت عصية على الطرفين. مجموعة تنظيمية طلابية تجنح نحو الاستقلال و المحافظة على أسرارها التنظيمية وعدم التفريط فيها؛ وحزب سياسي يريد (التكويش) و السيطرة على تنظيم طلابي يزعم انه جزء منه!
 النتيجة أن الطرفين يعانيان اشد المعاناة من تعقيدات تنظيمية يقضيان جل الوقت في محاولة لمعالجتها، بحيث بدا كل طرف مشغولاً باختراقات وخروقات الطرف الثاني، ومتوجساً منه! وهذه هي أزمة العمل السياسي المعارض في السودان، والتى تكشف عن العجز والضعف في الممارسة السياسية والادِّعاء الأجوف بامتلاك ناصية الشارع السياسي!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق