الخميس، 23 نوفمبر 2017

مؤتمر مضحك وبائس!

قطاع الأطباء بالحزب الشيوعي السوداني يعاني الأمرين، فعلاوة على كونه ظل يعاني من القبضة الحديدية للحرس القديم الممسك حالياً بقيادة الحزب؛ فان لقطاع يعاني ضعفاً في الكوادر.. فقراً في الممارسة سياسية وتراجعاً في الأداء! الحرس القديم نفسه الذي يقود حركة الحزب بات يعتقد ان هذا القطاع أضحى ثقيلاً لا فائدة منه!
ومع ذلك فقد عقد القطاع مؤتمره الخامس – الجمعة 3/11/2017م بضاحية بحري، مدينة (حلة حمد) . ومع ان الأوضاع في الحزب الشيوعي السوداني بصفة عامة لم تعد تثير الدهشة في ظل الحضيض التنظيمي و السياسي الذي وصل اليه الحزب إلا ان الدهشة سوف تتملكك عزيزنا القارئ اذا علمت ان عدد الحاضرين للمؤتمر الخامس للقطاع كان 3 أطباء فقط! أما (رابعهم) فقد كان ممثل لجنة المديرية، عادل عمر.
المؤتمر نُوقشت فيه عدة أوراق مثل التقرير السياسي و التقرير التنظيمي و تقرير مكتب العمل النقابي و التقرير المالي. و بعد مداولات ونقاش تم انتخاب قيادة قطاع الأطباء الجديدة والتى انحصرت في الدكتور ضياء الدين عبد الرحمن ، السكرتير السياسي، ثم بندر محمد و إسراء على ، على ان تتم عملية التسليم والتسلم بين القيادة السابقة و الجديدة في فترة أقصاها 15 يوماً.
ولكي ندرك عمق الأزمة في قطاع الأطباء بالحزب الشيوعي فان من الضروري ان ذكر ملاحظة مهمة للغاية، صعق لها بعض قادة القطاع وهي ان لجنة التسيير التى كانت تقوم بتسيير عمل القطاع عقب الاستقالة الجماعية الداوية للأطباء ترشحت للمكتب الجديد ولكنها سقطت سقوطاً مدوياً! فقد سقط كل من إحسان فقيري و الدكتور عبد العظيم و الدكتور منّ الله الطاهر!
وكان مشهد هؤلاء الذين سقطوا مزرياً للغاية ربما أدركوا بعد فوات الأوان ان الحزب الذي ينتمون اليه لا يرحم. و أن الحزب على الرغم من تساقط أسنانه و لين عظامه وأظافره قادرة على افتراس وإلتهام أعضائه بتلذذ و نهم دون ان يضع أدنى اعتبار لأي شيء!
وإذا أردنا ان تستخلص دروساً من انعقاد مؤتمر قطاع الطلاب بالحزب الشيوعي و نحن نقلب أوراق الحزب الشيوعي السوداني الصفراء والبالية التى توشك ان تتمزق و تهترئ لتعاقب السنوات وسوء تخزينها و تتبعثر بعضها على الطرقات وعلى منضدة الاجتماعات السرية فان بإمكاننا ان نلحظ ان الحزب الشيوعي أصابه فتور عام أقعده عن العمل، فأنشطة الحزب باتت بطيئة ، غير فاعلة وهشة بحيث تتناثر حتى ولو لامستها نسبة عابرة!
كما يمكن ان نلحظ ان القطاعات المختلفة للحزب -ومن بينها قطاع الأطباء- تقلصت عضويتها ووصلت رقماً قياسياً مضحكاً في الشح و الندرة! و يلاحظ أيضاً ان الحزب نفسه مشغول بعمله التنظيمي الضعيف و لا يكاد يقوى على القيام بأي عمل سياسي من أي نوع يمكن ان يسهم في العمل السياسي العام في الساحة السياسية السودانية. الحزب الشيوعي السوداني في واقع الأمر انتهي به التاريخ ووصل إلى الهاوية مع ذلك يدعي انه موجود!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق