الثلاثاء، 21 نوفمبر 2017

الحريات الدينية في السودان.. إجتماع مجلس الكنائس السودانية نموذجاً

لا شك ان من الصعب، بل ومن المستحيل تماماً إتهام السودان أنه لا توجد به حرية أديان وتعايش ديني شديد التسامح. السودان في واقع الأمر واحد من اكبر بلدان العالم احتراماً للأديان والأمثلة على ذلك لا تقع على حصر، ولكن دعونا في هذه العجالة ان نعطي مثالاً حياً واحدا فقط اقتضته المناسبة.
 ففي التاسع وحتى الحادي عشر من نوفمبر 2017 انعقدت بالعاصمة السودانية الخرطوم وقائع اجتماعات الجمعية العمومية لمجلس الكنائس السوداني. ومجلس الكنائس السوداني كما هو معروف يضم في تكوينه حوالي 17 كنيسة ، الكنيسة الكاثوليكية و الكنيسة الأسقفية وكنيسة المسيح السودانية والكنيسة الخمسينية والكنيسة القطبية و كنيسة الأخوة وكنيسة السودان الداخلية و الكنيسة اللوثرية و الكنيسة الاثيوبية الخرطوم الارثوذكسية والكنيسة المعمدانية و كنيسة الإصلاح و الكنيسة الاسقفية  النظامية و الكنيسة المشيخية و الكنيسة النظامية المتحدة و الكنيسة الارترية الارثوذكسية وكنيسة الانجيل الكامل و الكنيسة اللوثرية العالمية.
دورة انعقاد الجمعية العمومية لكنائس السودان تحمل الرقم 22 إنعقدت في المكتبة القبطية إحدى أشهر وأهم المناطق التى تمارس فيها الكنسية السودانية أنشطتها الثقافية و الاجتماعية و ربما لاحظ المتابعين للشأن السوداني ان المكتبة القبطية درجت على إقامة إفطار رمضاني سنوي تدعو فيه الرئيس السوداني وكبار معاونيه لتناول الإفطار الرمضاني في مشهد تسامحي لا ينكره إلا مكابر.
أعضاء مجلس الكنائس السوداني انتظموا في اجتماع الجمعية العمومية وحضر الوقائع وزير الإرشاد السوداني أبو بكر عثمان ووكيل الوزارة حامد يوسف بجانب الأمين العام لمجلس التعايش الديني، الدكتور فاروق البشرى، ثم رئيس دائرة أفريقيا بالمجلس الإثيوبي د. نقوسي. وحضر كذلك رئيس أسافقة الكنيسة الاسقفية المطران حزقيال كندو ورئيس مجلس الكنائس السودانية القس مبارك حماد والأمين العام للمجلس وليم دينق.
وحين إنطلقت فعاليات الاجتماع طلب رئيس مجلس الكنائس السودانية القس مبارك حماد من الحاضرين أن يصلوا (لمباركة دعم الدولة للمجس في إطار رعايته للكنائس)، وتلك بلا أدنى مواربة كانت واحدة من اسطع اللفتات على الرعاية الشاملة و التعايش المتفرد للأديان في السودان حيث اقر رئيس مجلس الكنائس برعاية الدولة للكنائس!
وزير الإرشاد من جانبه حين أعطيَ الكلمة أشار الى نصوص الدستور السوداني الانتقالي 2005 التى تعزز حرية الأديان و توليها اهتماماً خاصاً، مشيراً إلى ان حضوره لوقائع الجمعية العمومية للكنائس السودانية نابع من إيمان الدولة بالدورة الفاعل للمؤسسات الدينية لإرساء التعايش الديني و قيم المحبة، داعياً الطوائف المسيحية المختلفة للحوار وتوحيد نفسها.
التلفزيون السوداني عقد عدة لقاءات إعلامية أبرزها مع القس وليم دينق أمين عام المجلس. وكالة السودان للأنباء الرسمية (سونا) أجرت هي الأخرى حوراً مع د. نقوسي، المدير الاقليمي لمجلس الكنائس العالمي لمنطقة أفريقيا الذي أشاد بإتساع و تطور التعايش الديني في السودان و تسهيل تأشيرات الدخول خلافاً لما كان عليه الأمر في العام 2013م.
أجهزة الإعلام السودانية المختلفة من تلفزيون وإذاعة و صحف رسمية و مستقلة حضرت الحدث ونقلت جزء كبير منه و أجرت لقاءات و حوارات مثمرة مع الحضور. ومن المؤكد ان قضية التعيش الديني فى السودان لم تعد الآن موضعاً للمزايدات والاتهامات، فالقضية أصيلة راسخة في هذا البلد ومن المستحيل ان تتسبب في أي شرخ اجتماعي أو سياسي، وكل من يدعي غير ذلك فهو حتماً لا يعرف السودان والسودانيين على الإطلاق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق