الخميس، 28 سبتمبر 2017

السيسا.. الخرطوم تقود أفريقيا

قبل مدة ليست بالطويلة انعقد في الخرطوم مؤتمر رؤساء القضاء والمحاكم العليا بأفريقيا وكتبنا عن ذلك في توقيته لنقول إن الخرطوم اليوم قد نهضت بدورها الحقيقي لتكون أول أفريقيا كما كانت دوما وليست آخر العرب أيضا، فلقد كان للسياسة السودانية دور كبير في أزمة الخليج الراهنة وكانت لمشاركة السودان العسكرية في حرب اليمن أبعاد أخرى آتت أكلها على كافة الأصعدة.
هذه الأيام تنعقد بالخرطوم مؤتمرات لقادة الأجهزة الأمنية الأفريقية في ظل صراعات ومؤامرات وجماعات لا تحسب كلها تتربص بالإنسان الأفريقي في دوله وثرواته وأمنه.
لم تعد أجهزة الاستخبارات كالماضي مخفية من عيون الناس بل أصبح دورها واضحا ودورها بلافتات تخبر عنها في مرحلة إعادة الثقة ما بين هذه الأجهزة الحساسة ومواطنيها فاستطاع جهاز الأمن والمخابرات الوطني أن ينتقل من مرحلة التوجس الجماهيري تجاهه إلى مصادقته مما أفرز استقرارا أمنيا بائنا وغير منكور جعل الجهاز يحاول نقل تجربته لبلدان أخرى وخبراته إلى انظمة أخرى.
لعل هناك غباش توارى إلا لمن عنده غرض أن أجهزة المخابرات والأمن والشرطة والجيش هي أجهزة وطنية لا حزبية وأنها ملك الدول وتدافع عن تلك الدول فتجريمها يعني محاولة إبعادها عن دورها المقدس والأساسي.
انعقاد مؤتمر(السيسا) بالخرطوم لقادة الأجهزة الأمنية الأفريقية ربما هو بداية الانتباهة إلى أن الخطر المحدق بأفريقيا ينبغي مواجهته من كل أفريقيا ولعل التنظيمات الإرهابية المتناسلة هلاميا تعد خطرا ماحقا وغياب السلطات والدولة في بعض البلدان يبقى خطرا متزايدا كما أن توفر الأسلحة وتهريبها يجعل عدم المقاومة الجمعية له مما ينبئ بمستقبل قاتم تعمل أجهزة الأمن المحترمة على تلافيه مع تزايد مطرد في كميات وأنواع المخدرات جعل المحافظة على الشباب مهمة أخرى تضاف لمهمات أجهزة الأمن وهي مهمة مكلفة جدا ماديا وعتادا وأرواحا.
السودان كان مؤثرا سابقا بجهازه الأمني الفاعل في دول الجوار ولعل بعض الذين يجلسون على سدة الحكم في بعض البلاد المجاورة لولا أجهزة المخابرات السودانية لما وصلوا إلى هناك لكنها وإن كانت مساعدات خارجية قديمة إلا أنها لم تنل من سمعة الأمن السوداني لأن كل الذين أتوا إنما بإجماع شعوبهم عليهم والتخلص من ديكتاتوريات بغيضة.
الآن ليست هناك تدخلات خارجية ولكن هناك تداخلات ولأجل التنسيق كان لقاء السيسا هذا في خرطوم اللاءات الثلاثة العربية والألف نعم الأفريقية نعم للتعاون للتسيق نعم للاستقرار نعم للحفاظ على أفريقيا من كل الأطماع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق