الثلاثاء، 26 سبتمبر 2017

أحداث (كلمة).. الحركات المتمردة تفشل في التشويش

حاولت الحركات المتمردة بقيادة عبد الواحد محمد نور إثارة الفتنة إبان زيارة رئيس الجمهورية المشير عمر البشير لمعسكر (كلمة) بولاية جنوب دارفور. لكن جرت المياه بما لا تشتهي سفنهم، ونقلت وكالات الانباء العالمية خطاب الرئيس واستقبال المواطنين له. لكن الأمر لم يخل من اشتباكات محدودة بين القبائل المكونة للمعسكر ولكنها لم تشوش على الزيارة، وهو الغرض الاساسي الذي سعت الحركات لتنفيذه.
طلباتكم أوامر
«نعيد حياتكم مثل ما كانت في الماضي وهدفنا حل مشكلاتكم وهذه رغبتنا». هكذا كان مدخل رئيس الجمهورية المشير البشير عندما خاطب أهالي معسكر (كلمة) للنازحين بمحلية بليل بولاية جنوب دار فور عند زيارته الأخيرة لها، وأضاف البشير ان طلبات أهالي (كلمة) أوامر، وسوف يتم تنفيذها مركزياً وولائياً، وأنه جاهز لتوفير أية خدمات تنموية من تعليم وصحة وغيره. ودعا الرئيس مواطني معسكر (كلمة) إلى العودة الطوعية لبيوتهم ومزارعهم، وقال ان الحكومة مسؤولة عن توفير الأراضي والتقاوي لهم، وبشرهم بالزواج الجماعي، ووجه الوالي بتنفيذه لكل النازحين. وأضاف الرئيس ان بركات السماء نزلت عليكم حينما استجبتم لخيار السلام وتخليتم عن ظلم الإنسان لأخيه الإنسان. وقال إن الأمن استتب وأصبح حقيقة.
شخصيات متربصة
وفي إفادة لا تخلو من الوضوح قال الخبير القانوني والسياسي آدم أبكر لـ (الإنتباهة) : «إن ما دار داخل معسكر (كلمة) صراع سياسي كبير جداً، ومن قاموا بذلك الخلاف والجدل وراءهم تنظيمات سياسية». وأضاف قائلاً: «التنظيمات لديها رؤية مختلفة، ومنهم من هم داخل المعسكر ومنهم خارج المعسكر ومنهم من الممانعين وحملة السلاح والمتمردين، وإذا تمت حلحلة مشكلاتهم ومطالبهم سوف ينتمون الى حزب المؤتمر الوطني، وإذا لم تحل مطالبهم سوف يجدون الاحزاب والتنظيمات الأخرى التي تحتضنهم». لذلك المسألة تحمل عمقاً سياسياً وقانونياً. وقال آدم ان رئيس الدولة بزيارته الى ولاية جنوب دارفور قد وقف وشاهد المشكلات والظروف الصعبة والحرجة التي يعيش فيها مواطنو معسكر (كلمة) وغيرهم في دارفور، والعبرة في الزيارة لرئيس الجمهورية ان ينظر لهم بغرض حل المشكلات وليس بغرض الدعاية السياسية، موضحاً ان المواطنين تجمعوا وهللوا ورحبوا بالرئيس وهم يحملون في قلوبهم أوجاعاً من نقص التنمية في مناطقهم وفي معسكر (كلمة) الذي امتلأ بالنازحين.
حادث إجرامي
وفي ذات القضية قالت وزارة الخارجية إن ما حدث في معسكر (كلمة) محاولة لتخريب زيارة الرئيس. وأعلنت عن إدانتها القوية الأحداث التي شهدها المعسكر. واتهمت الخارجية في بيان لها أول أمس مُهر بتوقيع المتحدث الرسمي باسمها السفير قريب الله الخضر، حركة عبد الواحد محمد نور بالتورط في الأحداث التي أدت إلى مقتل وإصابة بعض المواطنين. وقالت ان الاشتباكات قادتها بعض العناصر المعزولة للحركات المسلحة، وادت الى مقتل بعض المواطنين والنازحين وإصابة آخرين. ووصفت الخارجية الحادث بالإجرامي البغيض، مشيرة إلى أن عناصر الحركات المسلحة قصدت من خلاله التشويش على زيارة البشير لمحلية بليل ومعسكر (كلمة). وأضاف البيان أن تلك الإحداث تزامنت مع الزيارة غير المسبوقة لرئيس الجمهورية إلى محلية بليل التي جاءت في إطار الحرص والاهتمام بالمواطنين النازحين ومعالجة كافة قضياهم، وأكدت الخارجية أن زيارة الرئيس حظيت بترحيب واسع من النازحين بالمعسكر الذين تهيأوا للخروج إلى موقع اللقاء الجماهيري مع الرئيس الذي نظمته حكومة ولاية جنوب دارفور، مشيرة إلى أن خلايا معزولة داخل المعسكر ومن الموالين لحركة عبد الواحد محمد نور قامت ببعض التصرفات التي وصفها بالعدائية لمنع النازحين من التوجه إلى موقع اللقاء، وأسفرت عن وقوع اشتباكات مسلحة قادتها خلايا حركة التمرد بتوجيه رصاصها خارج المعسكر إلى قوات الشرطة والأمن التي تم نشرها قبل زيارة الرئيس لتأمين الموقع وفقاً للإجراءات المتبعة. وأوضحت الوزارة في بيانها أن لجنة أمن ولاية جنوب دارفور كانت قد أخطرت بعثة اليوناميد بكتاب رسمي قبل يوم الزيارة بشأن مخطط وتحركات لعناصر من حركة المتمرد عبد الواحد لإفشال وتخريب برنامج زيارة رئيس الجمهورية، لافتاً إلى تمكن أغلبية المواطنين النازحين من التوجه إلى موقع اللقاء حيث خاطب ممثلهم الحشد الجماهيري وفقا لبرنامج.
وضعية خاصة
وحول بيان الخارجية عن أحداث معسكر (كلمة) قال السفير الدبلوماسي د. عبد الرحمن ابو خريس لـ (الإنتباهة) ان احداث المعسكر حدث داخلي ولكن صداه دولي، وكان بمناسبة رئاسية، لذلك لا بد لوزارة الخارجية ان تصدر بياناً توضح فيه الحقيقة، علماً بأن هنالك أقاويل وتخبطات سياسية كبيرة حوله، وقال ابو خريس ان معسكر (كلمة) ذو طبيعة خاصة جداً وكثرت فيه المنظمات، وهذا ما أدى الى الاهتمام به في الخارج. وأضاف أن أي مسؤول دولي وخبير دولي عند زيارته الى السودان يزور منطقة دارفور وتحديداً معسكر (كلمة)، ولديه اهتمام عالمي وله وضعية خاصة في الشؤون الخارجية، لذلك هذه هي أهم الأسباب التي حدت بوزارة الخارجية إلى إصدار البيان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق