الاثنين، 25 سبتمبر 2017

الملتقى الفكري الأول .. الخرطوم تصنع لبنة البناء الاستراتيجي الافريقي

الاكاديمية العليا للدراسات الاستراتيجية والامنية بالعاصمة السودانية الخرطوم ليست محض صرح اكاديمي يهتم بالجانب النظري للقضايا والعلوم ذات الطابع الاستراتيجي، ولكنها لمن يقترب منها ويغوص فيها بمثابة منشأة علمية وعملية لخدمة القضايا الاستراتيجية والامنية للدولة السودانية وللإقليم والمنطقة بصفة عامة، ولهذا فقد أعدت هذه الأكاديمية اعداد جيداً ملتقىً فكرياً الأول من نوعه اختارت له عنوان عملي وعميق (الاستقرار السياسي في افريقيا.. التحديات وآفاق المستقبل).
 ومما لا شك فيه ان العنوان بكل ما فيه من عمق وواقع يهدف إلى عدد من الأهداف أولها: إدارة حوار فكري واسع النطاق صريح ومباشر للوقوف تفصيلياً على مشاكل الاستقرار السياسي والتوافق الوطني بصفة عامة سواء في السودان أو دول الإقليم والمنطقة, ومن المؤكد ان هذه واحدة من كبريات تحديات المنطقة, كيف يُقام تداول سلمي للسلطة؟ وكيف توزع الثروة؟ كيف يتسنى الربط –على نحو عمليّ– ما بين التقنية الحديثة والتعليم المعاصر لخدمة قضايا التنمية وتطوير المجتمعات.
 ثانياً: يسعى الملتقى لتجاوز الجوانب المادية للاستقرار السياسي بحيث يبحث الجوانب القيمية الجوانب الثقافية, التقاليد والأعراف, المنتوج الإنساني وكيفية إدارة التحولات المستقبلية؟ وكيف نقيم جسراً لعبور الحاضر إلى المستقبل بمعطياتنا القائمة، وكيف تتم الاستفادة من المراكز البحثية؟ وما هي ظواهرنا السالبة التى تحتاج إلى معالجة؟ كيف ندعم ونقوي دعائم الاستقرار السياسي في منطقة عرفت بالحروب الأهلية, النزاعات الداخلية المسلحة, التنازع على السلطة والثروة؟
هذه الاهداف التى سقناها إجمالاً في النقاط المشار إليها هي محور ومدار الملتقى الفكري لأنها ببساطة شديدة محاولة جادة وطموحة لإيجاد أساس علمي متين لإعادة بناء الواقع السياسي لدول المنطقة لتخرج من أزماتها المتتالية.
ولما كان الأمر كذلك ولأهمية الملتقى وأهمية القضايا المطروحة فيه وأهمية الخروج بنتائج ملموسة تغير واقع المنطقة في شتى المجالات، فقد كان من الطبيعي أن تأتي المشاركة في هذا الملتقى والذي سوف ينعقد بالعاصمة السودانية الخرطوم الأربعاء 27/9/2017 من قبل خبراء اصحاب علم وتجربة فهنالك عدد من الرؤساء الأفارقة السابقين الذين اكتسبوا خبرة وتجربة عملية لا يُستهان بها, وهنالك وزراء سابقين ومسئولين كبار تولوا مناصب اقليمية ودولية مهمة إضافة إلى الخبراء الاستراتيجيين والمفكرين الإعلاميين الأفارقة.
 ومن الطبيعي أيضاً ونحن حيال هذا العدد النوعي والكمي من الخبراء والمفكرين ان تقدم اوراق علمية رصينة تتناول جوانب هذه القضايا بالدرس والتحليل، ومن المهم ان نشير هنا الى ان السودان وهو يقود هذه الراية والمنارة الفكرية ويطرح هذه الفكرة، انما يرسِّخ لمبدأ التداول الفكري وتبادل الخبرات لإيجاد حلول لقضايا القارة الإفريقية, كون إن الأفارقة هم الأدرى -دون سواهم- بتحدياتهم وقضاياهم ومشاكلهم التاريخية وما ينتظرهم في المستقبل.
ولن يفوتنا ان نشير أيضاً إلى تزامن وانعقاد هذا الملتقى الفكري مع انعقاد ورشة منظومة اجهزة الامن والمخابرات الإفريقية (السيسا) الذي يرفد القارة الإفريقية بأجهزة دفه فكرية وطاقة علمية جبارة من شأنها أن تصنع حلولاً ناجحة للقارة السمراء الواعدة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق