الأحد، 24 سبتمبر 2017

الرئيس في دارفور.. إستراتيجية الأمن والتنمية!

محلية شطايا بولاية جنوب دارفور لم تشهد منذ 47 عاماً زيارة رئيس سوداني لها! الجمعة الماضية كانت على موعد مع الرئيس البشير في زيارة تاريخية نادرة أكدت بما لا يدع أي مجال للشك ان الحكومة السودانية قد أحكمت سيطرتها تماماً ونجحت في إعادة الأمن و الاستقرار إلى قملي دارفور  الذي سارت بسيرته الركبان.
وبالنظر إلى الجولة الواسعة النطاق التى قام بها الرئيس البشير في أنحاء نائية متفرقة في إقليم دارفور فان من المؤكد ان الحكومة السودانية قد أثبتت للعالم بأسره أنها تسطير على الأوضاع تماماً.
فقد استهل الرئيس زيارته بولاية غرب دارفور وقضى فيها أياماً ، ثم طاف على ولاية جنوب دارفور وفي كل المناطق التى زارها افتتح عدد من المنشآت و المشروعات الاستراتيجية و إذا جاز لنا إجمال المشهد الاستراتيجي لهذه الزيارة فان أبرز معالمها الاستراتيجية:
أولاً، أكدت على إن دارفور تنعم بأمن و استقرار لا يتطرق اليه الشك إذ ليس من الله ان يطوف رئيس بصحبة وفد عالي أنحاء متفرقة ومحليات وقرى و مدن في دارفور إذا لم يكن الأمن مستتباً.
 ثانياً، الرئيس في جولته المطولة لم يقف عند حدود افتتاح المنشآت، او عقد لقاءات مع حكومة ومسئولي الولايات؛ ولكنه حرص على عقد لقاءات جماهيرية مفتوحة التحم فيها مع جماهير الإقليم و خاطبهم مخاطبة مطولة وفي ذلك دلالة على ان جماهير دارفور ليست لها خصومة أو موقف سياسي مضادة للرئيس حكومته، فالذي ينظر إلى الأعداد الغفيرة من الجماهير التى احتشدت لاستقبال الرئيس وسماع كلماته يدرك ان هذه الجماهير على قناعة تامة بأن الحكومة السودانية برئاسة البشير تسعى لترسيخ أمنها واستقرارها و توفير ملاذات آمنة وتنمية الإقليم، وفي هذا الصدد استطاعت الحكومة تقديم الدليل المادي على ان الاتهامات التى لاحقت بها محكمة الجنايات الدولية الرئيس وكبار معاونيه لم تكن سوى محض هراء ، إذ يستحيل ان يتهم رئيس و كبار معاونيه بارتكاب جرائم حرب ثم يكون في وسع الرئيس وكبار معاونيه التقاء أهل الإقليم و مخاطبتهم مخاطبة مباشرة مفتوحة على مسمع ومرآى من العالم
ثالثاً، الرئيس البشير أرسل ورسالة واضحة لأهل الإقليم فحواها المعادلة الاستراتيجية المعروفة، الأمن مقابل التنمية، حيث طلب من اهل دارفور العمل على ترسيخ الأمن وجمع السلاح و ترك معسكرات النزوح والتخلي عن الصراعات القبلية كي تتمكن الحكومة عقب توفير الأمن والاستقرار من توفير مشروعات تنمية و تقديم الخدمات، وفي هذه الرسالة إشارة إلى ضرورة مشاركة الحكومة في سعيها لإعادة ترتيب الأوضاع في الإقليم خاصة في ظل إستراتيجية جمع السلاح و نبذ العنف.
وكان واضحاً ان جماهير دارفور تتجاوب مع الرئيس، فقد قدموا وعوداً مباشرة بالمعاونة على الأمن والاستقرار وسرعان ما زادت وتيرة تسليم السلاح حيث استقبلت الجهات الموكلة لها المهمة، المئات الذين سلموا أسلحتهم. مجمل القول ان زيارة الرئيس البشير إلى دارفور و طوافه الاستراتيجي المطول في الإقليم قد أعطت صورة واقعية حقيقة لطبيعة الأوضاع في الإقليم و تشارك الحكومة مع المواطنين في صنع مستقبل أفضل لدارفور.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق