الأحد، 24 سبتمبر 2017

وقال الرئيس (كلمته) في معسكر (كلمة)

زار الرئيس السوداني المشير البشير محلية شطايا بولاية جنوب دارفور كأول زيارة لمسئول رفيع للمحلية التي كان آخر من زارها الرئيس الأسبق جعفر نميري في العام 1970 أي قبل حوالي (47) عاما.
 زيارة الرئيس لمحلية شطايا أوغرت صدر بعض بقايا منسوبي الحركات  الدارفورية المسلحة وآلمتهم للغاية، فالرئيس أثبت عملياً إن دارفور آمنة وأن مزاعم واتهامات البعض بشأن جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان ليست صحيحة ولم تعد صالحة للتداول .
في هذه الزاوية يمكننا قراءة الهمهمات اليائسة والبائسة التي شهدها معسكر (كلمة) للنازحين ، إذ أن وصول خبر زيارة الرئيس لمحلية شطايا وتوجّهه إلى معسكر (كلمة) للنازحين, كان أمراً فوق احتمال بعض منسوبي الحركات المسلحة المتخفّين داخل معسكر نازحي كلمة!
 وكان واضحاً إن بعض بقايا الحركات الدارفورية المسلحة، خاصة حركة عبد الواحد يتباهون بسيطرتهم التافهة على معسكرات النازحين ولم يكونوا يجدون حرجا -لفرط عدم شعورهم الوطني وعدم يقظة ضميرهم- في أن يظل المقيمين بهذا المعسكر مقيمين فيه أبد الدهر! وكانوا يجدون متعة لا تدانيها متعة كلما جاء وفد أجنبي وطاف على المعسكر ووقف على (ترتيبات المعرض) البشريّ المؤسف, لكي تظل أزمة دارفور أزمة دولية ساخنة يتاجرون بها لمصالحهم الشخصية!
الذي حدث هذه المرة إن الرئيس  بصدد الطواف على المعسكر والوقوف ميدانيا على ما يجري ويدور فيه. وهذا بلا أدنى شك هزيمة معنوية وسياسية ماحقة لمنسوبي الحركات المسلحة ولهذا سعى هؤلاء وهم قلة قليلة لا نغالي أبداً إن قلنا إنهم يمكن تعدادهم في حدود أصابع اليدين الاثنين لإفشال الزيارة بأي ثمن! ولان إفشال زيارة رئاسية بهذا الحجم التاريخي والزخم السياسي الكبير وفي معية وفد ضخم من الوزراء والولاة وقادة الإدارة الأهلية وزعماء القبائل كانت في حكم المستحيل؛ فقد وضع هؤلاء أنفسهم أمام امتحان قاسي للغاية ولم يجدوا وسيلة لإفشال الزيارة غير تهديد سكان المعسكر وتخويفهم واستخدام التشويش وتضخيم الحقائق!
كل الذي جرى في معسكر (كلمة) للنازحين لم يكن سوى محاولة تشويش مارسها بعض الذين لم يتخيلوا هذه الهزيمة المعنوية، فطفقوا يضربون بعضهم ويتشاجرون  لإحداث قدر من الفوضى لا تصلح لإتمام الزيارة. كان المشهد واضحاً, الوفد الرئاسي لما قدم العزم على الزيارة وبعض منسوبي الحركات المسلحة يحاولون عرقلته وكانت المفاجأة أن سكان معسكر (كلمة) تغلبوا –لوحدهم وبإرادتهم الخاصة– على الذين حاولوا عرقلة الزيارة! وقد تدهش عزيزنا القارئ غاية الدهشة إذا علمت ان القلة القليلة هذه لحقت بها هزيمة منكرة من سكان المعسكر.
السلطات الحكومية لم تكن قط طرفاً في الحادثة, ولم تتكلف الحكومة السودانية أدنى جهد لتأمين الزيارة، فحين وصول ركب الرئيس البشير إلى المعسكر كان ذلك إعلاناً لنتيجة امتحان قاسي أخضع فيه هؤلاء القلة أنفسهم له وسقطوا فيه! الرئيس البشير إخترق خطوط الوهم التى حاول ان يخطها بعض هؤلاء المتوهمين وداس على أكاذيبهم واستكمل زيارة المعسكر وقال الرئيس كلمته في معسكر (كلمة).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق