الثلاثاء، 26 سبتمبر 2017

"كلمة" محاولة لإفساد زيارة البشير إلى دارفور

ما حدث قريبا من معسكر "كلمة" بمحلية بليل في ولاية جنوب دارفور، بالتزامن مع زيارة السيد الرئيس "البشير" إلى المعسكر، كان أمراً مؤسفاً نرى أن القصد والهدف الأول من ورائه هو إفشال الزيارة بإلقاء ظلال ثقيلة دامية عليها، وما كان يهم الجهة التي رتبت لإثارة بعض المواطنين هناك ما كان يهمها ما ينتج عن تلك الفعلة الشنيعة، المهم فقط إثارة الغبار والضوضاء ولا يهم أن مات شخص أو قتل، فأرواح الناس رخيصة مقابل الكسب السياسي وهز صورة نظام الحكم في الخارج، ويعلم الجميع أن من يحركون خيوط اللعبة القذرة إنما هم فوق أبراج عاجية عالية في العواصم الغربية ولا علاقة لها بالمعسكرات وأهلها.
نعم.. كان ذلك هو الهدف الأول، وهو إفشال الزيارة، أما الهدف الثاني فكان هو هز صورة الوالي المهندس "آدم الفكي محمد الطيب"، وإحراجه أمام السلطة السياسية العليا ممثلة في السيد رئيس الجمهورية، وقيادات الأجهزة العليا بالدولة، لتتم مساءلته عن الأسباب والدوافع التي جعلته يقدم على هذه الخطوة أي السماح بإدخال زيارة معسكر (كلمة) ضمن برنامج زيارة السيد رئيس الجمهورية للولاية، رغم المحاذير والمعلومات المتواترة حتى من خارج السودان بأن هناك من يقومون بصناعة تعبئة سالبة لدى بعض مناصري "عبد الواحد محمد أحمد النور" داخل معسكر (كلمة) وبين الطلاب والشباب علماً بأن "عبد الواحد" لا يبيّن مرونة أو وسطية في التعامل مع الأحداث ولا زال يتعامل بعقل المراهق الغر في دنيا السياسة، ولا يتعامل بمنطق أو حكمة بل يتعامل بسياسة العنف الأهوج الذي قد يأتي بنتائج مؤسفة نهايتها أكفانٌ وأحزان .
وثالث الأهداف من أحداث معسكر (كلمة) هو تشويه صورة النظام وإضعاف هيبة الدولة في أية حالة من حالات التعامل، فإن رضخت السلطات وتعاملت بحكمة مع الحدث وقامت بإلغاء زيارة "البشير" إلى المعسكر، فإن ذلك يعتبر انتصاراً سياسياً واعترافاً بقوة وتأثير "عبد الواحد" ومن يمثلونه داخل المعسكر ممن (يقبضون) ثمن الولاء ورقاً أخضر عالي القيمة يجعل الحياة سهلة في المأكل والمسكن والعيش والحركة، رغم أن ذلك يقابله شظف في العيش وضعف في كل مقومات الحياة للنازحين الأبرياء داخل المعسكر، الذين أصبحوا سلعة تتم المتاجرة بها في أسواق المنظمات والتسول باسمها. أما إذا ما تعاملت السلطات بالحسم المطلوب فإن ذلك يعني إرسال رسالة إلى كل المنظمات الدولية والإقليمية بأن الأزمة مازالت قائمة، وإن (حكومة الخرطوم) تُقتِّل أبناء شعب دارفور ولا تعترف بالمواثيق الدولية ولا تحترمها، ويتم تشويه صورة الحكومة في تلك الحالة حتى تستمر العقوبات المفروضة على بلادنا منذ أكثر من عشرين عاماً ولا تهم معاناة الشعب السوداني الذي ذاق الأمرّين جراء تلك المقاطعة الجائرة وجراء ذلك الحصار الظالم .
أما الهدف الرابع من إثارة البلبلة والاضطرابات في وحول معسكر "كلمة" فهو توجيه الاتهام لقوات الدعم السريع الأمن والشرطة بأنها أدوات قتل في يد النظام يستخدمها ضد أبناء دارفور حتى يبقى في السلطة، وحتى يتم خلق صورة مشوهة لهذه القوات في كل الإقليم لإفشال أكبر مشروع تأمين مجتمعي يجري تنفيذه على الأرض الآن في كل دارفور، وهو (جمع السلاح) لأن تشويه صورة الأجهزة الأمنية والرسمية إنما يهدف الى عدم الاستجابة لها ورفض التجاوب معها في جمع السلاح حتى تبقى الفوضى.. ويعم الخراب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق