الثلاثاء، 26 سبتمبر 2017

ملتقى نوعي

تستضيف الخرطوم بعد غد الاربعاء، الملتقى الفكري الأول بمقر الأكاديمية العليا للدراسات الأمنية والاستراتيجية، والذي يأتي تحت شعار (الاستقرار السياسي في افريقيا.. التحديات وآفاق المستقبل).
هذا الملتقى في اعتقادي؛ يُعد مبادرة نوعية من السودان، ممثلاً في جهاز الامن والمخابرات الوطني، وسيركز على بحث قضايا الاستقرار السياسي، وتجربة الحوارات الوطنية، والتداول السلمي للسلطة، ونبذ العنف السياسي في القارة السمراء.
وبحسب ما رشح من أخبار في صحف الأمس، فإن الملتقى دُعيت له شخصيات ذات وزن، منهم رؤساء ووزراء ومستشارون سابقون، ومنهم مسؤولو منظمات دولية واقليمية، ومديرو مراكز بحثية، وأكاديميون وخبراء.
ينعقد المؤتمر؛ وبين يديه أوراق عمل حول الابعاد الاجتماعية والاقتصادية والإثنية، والمهددات الأمنية والتحديات، ومطلوبات الاستقرار السياسي، يقدمها خبراء استراتيجيون في تلك المجالات، بعد معاصرة ومعايشة للواقع الافريقي بكل تحولاته ومكوناته.
الملتقى سيركز على إدارة حوار إفريقي شامل تجاه مشاكل الاستقرار السياسي، والتوافق الوطني الداخلي، وتوظيف الإعلام للإسهام في وضع أُسس راسخة حول الثوابت الوطنية، وقضايا التداول السلمي للسُلطة، وتوزيع الثروات، والربط بين التعليم العصريَّ القائم على الابتكار والابداع من ناحيةٍ، والتنمية الحقيقيَّة والشاملة من ناحيةٍ أخرى.
ومن بين ما سيتناوله المؤتمرون الأفارقة؛ قضية محورية لطالما أقلقت الشعوب الافريقية، وهي قضية الاستقرار السياسي. حيث من المرجَّح أن يتبنَّى الملتقى مفهوماً شاملاً للاستقرار السياسي لا يتوقف عند الجوانب المادية فقط، وإنما يمتدُّ لجوانب أخرى قيمية وثقافية.
هذا المفهوم ينتظر أن يبحث الفُرص المُتاحة لتحقيق الاستقرار السياسي، والتحديات التي تواجهه.
يجيء هذا الملتقى؛ وراهن افريقيا الآني يشير إلى أن هناك تحديات كبرى ماثلة أمام القارة السمراء، من بين تلك التحديات ذلك الارهاب الذي تحاربه تحالفات دولية كبرى في عدد من دول العالم. وهي حرب تستخدم فيها أسلحة متطورة ومعلومات أكثر تفصيلاً ودقة.
هذه الحرب قد تستمر سنوات عديدة، وهي بالتأكيد ستستنزف قدرات كثيرة. وهي حرب الخاسر الأكبر فيها هم الشعوب ودول محور المواجهة، ولنا في افغانستان، والصومال، سوريا، والعراق التي تدمرت، ولم يُعد فيها مظهر من مظاهر الدولة أو القانون..
ومما لا شك فيه؛ فإن من بين خيارات الافارقة لمحاصرة هذه الظاهرة، محاصرة الحركات المسلحة السالبة، والتي تم تعريفها وتوصيفها. فهذه الحركات تهدد استقرار الدول، وقد تتحول الى قُطَّاع طُرق وتهريب.
وددت أن يناقش الملتقى الافريقي القادم ظاهرة تمدد اللاجئيين الافارقة، فهناك زيادة مضطردة للاجئين الافارقة. حيث تضم إفريقيا النسبة الأكبر من اللاجئين في العالم. فهي تحتوي على حوالى ثلث عدد اللاجئين على مستوى العالم. ثم ما يترتَّب على كلّ ذلك من انهيار الاقتصاد، وتدنِّي معدَّلات النمو الاقتصادي، والمستويات العالية للفقر.
كما ان تفاقم الديون الدولية من المؤسسات الاقتصادية والدول الكبرى على الدول الافريقية أمر يستحق وقفة إفريقية فحجم الديون المستحقة على الدول الإفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى يُقدَّر بنحو 230 مليار دولار. وتدفع الدول الإفريقية نحو39 مليار دولار سنوياً فوائد على تلك الديون.
هذه الدفعيات؛ قطعاً يترتَّب عليها تدنِّي متوسطات دخول الأفراد، وتدنِّي مستوى البنية التحتية، وتفكّك الأُسَر نتيجة للقتل والتشريد، وخطف الأطفال وتجنيدهم.. ومن ثم الرجوع إلى الخلف في مشاريع التنمية.
عموماً؛ مبادرة السودان بعقده لهذا الملتقى يبرهن على موقع السودان القاري، وان السودان اصبح له دوراً محورياً مؤثراً في القارة الافريقية. وانه أضحى قائداً افريقياً يُعتمد عليه في إماطة كل أذى سياسي وأمني عن طريق القارة الأم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق