الأربعاء، 27 سبتمبر 2017

قادة الأمن الأفارقة في الخرطوم لتأمين أفريقيا من الإرهاب

أدرك السودان منذ ما يفوت العشرة أعوام إن أمن واستقرار القارة الإفريقية وإحاطة سياجها بسلك استراتيجي شائك وتأمين برها وبحرها وسواحلها هو أمر استراتيجي وينبع من صميم واقع العمل الإفريقي المشترك؛ ولهذا حين دعى السودان لإنشاء منظومة أمنية افريقية تضم رؤساء أجهزة المخابرات في دول القارة, كان السودان يقدم رؤية أمنية ثاقبة أثبتت الأيام أنها حققت قدراً كبيراً من أهدافها وفي طريقها لتحقيق الكثير.
العاصمة السودانية الخرطوم تستضيف هذه الأيام بدءاً من الأحد الماضي 23/9 وحتى السبت 30/9/2017 المؤتمر الذي يحمل الرقم (14) لرؤساء أجهزة الأمن الإفريقية المعروف بـ(السيسا) ولإدراك أهمية هذا المؤتمر النوعي يكفي أن نعلم إن (13) مؤتمرا قد سبقه عبر السنوات المنصرمة تداول فيه المسئولين الأفارقة في الكثير مما يشغل بالهم، أما المؤتمر الحالي فقد تميز بما سوف يطرح فيه ويخرج به من نتائج، فالهم الأكبر الذي يضطلع بة المؤتمر هذه المرة (تعزيز جهود القارة لمواجهة خطر الارهاب)!
 ومن المؤكد إن الحروب الأهلية وانتشار السلاح والمنازعات الداخلية المتصلة داخل القارة أفرزت واقع شديد البؤس أحال مناطق القارة الإفريقية إلى (مرتع خصب) للجماعات الإرهابية بمسمياتها ومنطلقاتها المختلفة!
ومن المعروف ان السودان كلاعب فاعل في المنطقة وداخل البيت الإفريقي يولي مثل هذه القضايا الحيوية اهتماماً خاصاً، فقد استضافت الخرطوم ورش ومؤتمرات (السيسا) عشرات المرات ولم تخلُ هذه المؤتمرات من طرح قضايا الأمن والإرهاب والقضايا الأمنية المسلحة من هذه المؤتمرات.
وفي أواخر ابريل من العام الماضي 2016 استضاف السودان مؤتمراً لمواجهة التطرف كان بمثابة شراكة بين وزارة الإرشاد السودانية ورابطة العالم الإسلامي. في ذلك المؤتمر اقترح السودان إقامة مركز عالمي لدراسات التطرف والإرهاب ترعاه رابطة العالم الإسلامي .
كان ذاك طرحاً عمليا قدمه السودان لملاحقة الظاهرة المتسارعة والمنتشرة في أصقاع القارة والمنطقة, كما أتيح للسودان تقديم تجربته في مجال مكافحة الارهاب والتي ارتبطت بدلالات اصطلاحية للتفريق بين إرهاب الدول ومحاولة بعض القوى الكبرى إلصاقه بمجتمعات بعينها بما بعرف بالإرهاب الطائفي.
 وفي مارس 2015 وعند انعقاد مؤتمر الشباب العربي بالخرطوم دعا السودان الى الوسطية ومكافحة التطرف للحيلولة دون اتساع نطاق داعش وغيرها التي بدأت تمتد في أرجاء عريضة من العالم ووجود جهات عالمية تقف وراء مثل هذه الحركات المتطرفة وأن لابد من معالجة جذور الظاهرة .
مجمل الأمر إذن إنّ السودان يرتكز على تاريخ طويل في المشاركة ومكافحة الارهاب من واقع شعوره بمسؤولياته الوطنية والتزاماته الإقليمية وواجباته الدولية، وذلك لان هذا البلد بشكل نقطة إلتقاء ما بين العالم العربي والإفريقي فمن الطبيعي إذن أن يدعو قادة الأمن الأفارقة لمناقشة الأمر، ولهذا أيضاً وصل حوالي (40) مسؤولاً أمنياً من دول القارة إلى العاصمة الخرطوم للمشاركة في الملتقى والورشة بشتى الرؤى والأوراق العلمية والعملية، خاصة وأن ذات هذه المنظومة سبق أن قتلت بحثاً ظاهرة الارتزاق في القارة في المؤتمر المنعقد في 16ابريل 2017 واستمر لـ(3) أيام بالخرطوم.
الخرطوم إذن فاعلة في محيطها الإفريقي حادبة على حراسة بوابة القارة من الكلاب الإرهابية الضالة والهوام المسعورة والضباع التي لطالما عضّت مضجع المجتمع الدولي، فهو دون شك دور ريادي حملت رايته بدأب ومثابرة وسوف يقطف المجتمع الإفريقي والدولي ثماره اليانعات في القريب العاجل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق