الأحد، 27 ديسمبر 2015

سودانيون في جيش أجيني يقاتلون السودان!!

مالك عقار الذي يترأس ما يسمى بقطاع الشمال وما يسمى بالجبهة الثورية ويرفض رفضاً باتاً – لأسباب غير معروفة – إتاحة الفرصة لجبريل إبراهيم لتولي الرئاسة الدورية للثورية، ليس سوى ضابط في الجيش الجنوبي ويدين بالولاء للرئيس سلفاكير ميارديت بصفة مباشرة!! هذه المفارقة الخادشة للحياة الوطني أظهرتها (مكاتبة عسكرية) جرت مؤخراً بين عقار وقائده العام في جوبا! عقار – وبوصفه ضابطاً بالجيش الشعبي – قدم طلباً لقائده في جوبا يطلب منه (الإذن) للسفر إلى العلاج في الخارج!! وفيما لا يعرف حقيقة ما إذا كان قائد عقار الرئيس سلفاكير قد منح ضابطه هذا الإذن المطلوب أم لا، فإن أكثر ما أصاب الكثيرين بالدهشة أن عقار طلب (على استحياء) السماح له بمرافقة زوجته له!! وعلى الرغم من أن الأمر كله بدأ في سياق عادي للبعض، كون أن عقار والحلو وحتى عرمان ورفاقهم الآخرين ليسوا سوى (ضباط عاملين) في الجيش الجنوبي وأنهم بهذا الصدد يقاتلون الحكومة السودانية من هذا المنطلق إلا أن هذه الواقعة في جوهرها لا تبدو عادية أو يمكن المرور بها مروراً عادياً، فهي للأسف الشديد تكشف عن عدة نتائج مؤسفة :
أولاً : أن قادة قطاع الشمال وفي مقدمتهم عقار يدينون بالولاء لقيادة حكومة جنوب السودان- وهي دولة أجنبية – بما يجعل من أوضاعهم القانونية بهذه الصفة مخالفة للقوانين السودانية ومن ثم فإن أحكام الإعدام والأحكام القضائية الصادرة بحقهم، لا يمكن اعتبارها مجرد مكايدة سياسية أو عمل ذي طبيعة سياسية، فهم جنود مخلصون ولديهم ولاء لدولة أخرى ويقاتلون الجيش السوداني! ليست هنالك جريمة تمس الشرف الوطني للدولة السودانية أكثر من هذه الجريمة النكراء!!
ثانياً : حين يقال أن شخصاً ما "يدين بالولاء" لقيادة عسكرية أجنبية فهذا يعني أنه "أدى قسم الولاء" لتلك القيادة الأجنبية بإطاعة الأوامر وتنفيذ المهام المطلوبة لصالح تلك الجهة الأجنبية!! وجوهر هذا الموقف يتعارض تماماً مع إدعاء عقار ورفاقه أنهم (سودانيون وطنيون) يقاتلون من أجل قضية وطنية في السودان!!
ثالثاً : إن من الصعب إن لم يكن من المستحيل تماماً – والحال كهذي – أن ينعقد اتفاق سلام بين عقار ورفاقه والحكومة السودانية! وذلك ببساطة شديدة لأن هؤلاء القادة ومهما كانت درجة المرونة التي يجدونها من الحكومة السودانية، ومهما كانت التنازلات التي تقدم لهم، فإن قبولهم بالتسوية النهائية رهين بموافقة (قيادتهم في جوبا)!! الأمر الذي يجعل من إمكانية ارتضاء القيادة في جوبا لما يتم التوصل إليه هو الآخر رهين بتحقيق مصالح جوبا في هذا الصدد!!
رابعاً : إن ولاء قادة قطاع الشمال وانتماءهم إلى الجيش الشعبي يعني ايضاً أن الأزمة ليستبين هؤلاء القادة والحكومة السودانية من أجل إزالة مظالم بعينها تخفي المنطقتين وإنها هي أزمة (جيش أجنبي) يتطلع إلى تحقيق أهداف تخصه عبر (موالين) له يدعون أنهم سودانيون!!
وعلى كل فإن افتضاح هذه الرابطة البائسة بين القيادة في جوبا وهؤلاء الجند المغلوبون على أمرهم، تضع المزيد من الأدلة على طبيعة اللعبة القذرة التي تدار ضد هذا البلد، المثخن بالجراح!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق