الخميس، 17 ديسمبر 2015

خبير سوداني : نجاح الحوار سيعري كل القوى الغير راغبة فيه

أكد السفير نور الدين ساتي أهمية الحوار السوداني الداخلي ،  ودعا لبناء الثقة وإلحاق الممانعين بالحوار،  وقال إن مصلحة السودان تقضي ذلك ، واشار الي ان تداخل القوى الدولية والإقليمية في صراعات السودان هي سبب التاجيج والفشل في التوصل للسلام منذ الاستقلال وحتى الآن.
وقال السفير نور الدين خلال محاضرة بعنوان (تجارب وطنية في عمليات الوفاق الوطني وحفظ السلام ، لأعضاء لجنة السلام والوحدة المنثقة من مؤتمر الحوار الوطني السوداني  ، ان نجاح الحوار يعري كل القوى الغير راغبة في الحوار ، وسيحسن أوضاع السودان إقليمياً ودولياً.
دعا نورالدين لتكامل الأدوار الوطنية وإشراك أطراف إقليمية ودولية في دعم وإنجاح الحوار الوطني السوداني الداخلي ، كما دعا لتسليج الأجيال القادمة بالعلم والمعرفة، والروح الوطنية. 
واستعرض السفير ساتي تجاربه الشخصية ومشاركته في مبادرات للوفاق وحفظ السلام في دول افريقية وعربية واسيوية ، أشار إلى أن (الموارد والنفوذ والاستعمار، والصراع بين الإسلام والمسيحية كان من أبرز سمات الصراع في القرن التاسع عشر ، واضاف "في القرن العشرين برزت الصهيونية وكان لها دور واضح في تأجيج الصراع الدولي والاقليمي وترسيخ مفهوم ايدلوحيات النفوذ، وأشار إلى سيطرة الأقوياء على صناعة القرار في منظمة الأمم المتحدة".
أشار السفير نور الدين إلى أن مفهوم تنازع الضعفاء، وفي كثير من الأحيان يكون من صناعة الأقوياء،  واضاف ان تنازع الضعفاء دائماً حول ( السلطة، الثروة، العدالة والتنمية، وغياب الديمقراطية والحقوق الأساسية وصراع الهويات والاثنيات، والفشل في بناء الدولة الحديثة، وتقديم الحلول العسكرية والانفصالية على الحوار والتفاوض.
أشار نور الدين ساتي إلى ظهور نزاع العولمة في القرن (21) وما ظهر في هذه الفترة من انهيار اقتصاديات دولية عالمية وظهور أخرى وتآكل سيادة الدول بتدخل الدول العظمى،  كما أشار إلى العزلة التقنية والعولمة، ودورها في تأجيج الصراع، والنزعات الانفصالية،  واستشراء الفساد.
ودعا السفير نور الدين المؤتمرين في لجنة السلام والوحدة للتسامح والعمل على حفظ السلام والأمن الإقليمي والدولي ، وتوحيد الجهود لدعم السلام وتحقيق الوفاق الوطني.
وقال السفير نور الدين أن تنازع الهوية السودانية بين (إفريقية وعربية) أحد أسباب الأزمة،  مشيراً إلى تنازع السودان كدولة بين المؤسسات الأفريقية والعربية ، وأشار إلى غياب المبادرة العربية في أزمات السودان عدا مبادرة قطر والمبادرة المصرية وبعض المبادرات الأخرى ، واضاف "بمقدور لجنتي السلام والوحدة ولجنة الهوية،  أن يخرجا بتوصيات حول هذه المسألة وأضاف "لكن نحتاج لتربية وطنية وتغيير مفاهيم لتحقيق ذلك"، واتهم بعض الدول العربية التي لم يسمها بالتسبب في تعميق أزمات السودان وتأجيج الصراع فيه ، دعا لحل هذه التداخلات وتحسين علاقات السودان الخارجية على الصعيد الإقليمي والعربي والدولي،  وخاصة مع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن.
أشار نور الدين إلى الدور الليبي في تأجيج الصراع في إقليم دارفور ، ودعا لتكاتف الدول المتجاورة والعمل على تكوين رؤى مشتركة للحلول الأمنية وتحسين العلاقات المشتركة في مجالات شتى ،  دعا لعقد حوار حول القضايا الجوهرية في المجتمع وتاريخها،  والاتفاق على رؤية قومية للمناهج التربوية،  وإصلاح وسائل الإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي.
أشار نور الدين إلى مؤتمر برشلونة لقضايا السودان الجوهرية  الذي نظمته اليونسكو في سبتمبر 1995م بدعم من برنامج الأمم المتحدة للسلام وبعض الدول الغربية والذي كان الهدف منه بناء الثقة بين الحكومة السودانية والمتمردين في جنوب السودان، وقال إن من أهم نتائجه انه أشار لأهمية التنوع الثقافي والديني في السودان ، كما أشار إلى مؤتمر اروشا،  الذي ناقش قضايا بورندي،  وقال إن من أهم الدروس المستفادة منه  أهمية التمييز الجيد للقضايا والمقترحات والحلول.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق