الأربعاء، 23 ديسمبر 2015

العلاقات السودانية الروسية – هناك جديد

برعاية الأستاذ حسبو محمد عبد الرحمن نائب رئيس الجمهورية انعقدت خلال الفترة من 19 إلى 22 ديسمبر اللجنة الوزارية المشتركة السودانية الروسية، التي يرأس الجانب السوداني فيها وزير المعادن د. أحمد محمد محمد صادق الكاروري والجانب الروسي سيرغي دونسكوى وزير البيئة والموارد الطبيعية الروسي، حيث شهد ختامها أمس التوقيع على 14 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين الوفدين الرسميين وبين الشركات الخاصة في القطرين.
شملت الإتفاقيات مجالات الكهرباء، الطاقة والموارد المائية، المعادن، البترول والغاز، النقل، الإتصالات وتقنية المعلومات، البني التحتية، البيئة، الزراعية، والصناعة.
فضلاً عن آفاق تطوير وتنمية التجارة، والتعاون الاستثماري، والتعاون في مجال المصارف والبنوك، والتعاون بين القطاع الخاص في البلدين.
بتقديري أن تقدماً حقيقياً قد حدث في العديد من المجالات التي كانت خلال الجوالات السابقة مجرد أفكار ورغبات ومذكرات تفاهم.
لقد بدأ فعلياً العمل في مجالات استكشاف وتطوير واستثمار الثروة المعدنية في السودان بواسطة شركات روسية، كما تم التوقيع النهائي على توريد وتركيب مخبز بسعة كبيرة ما بين شركة شبينكو الروسية وبنك المزارع السوداني لصالح ولاية الخرطوم، وتأسيس مجلس الأعمال المشترك بين روسيا والسودان.
إن مجالات التعاون التي يمكن أن تحقق فائدة كبيرة للسودان وينصح بتطوير التعاون مع الجانب الروسي فيها تشمل: تحديث وتأهيل صوامع الغلال الحالية وبناء مواعين تخزينية جديدة أخرى.
إن تحديث الصوامع الحالية في القضارف وبورتسودان بزيادة سعتها التخزينية من 150 ألف طن إلى 600 ألف طن، وبناء صوامع جديدة بسعة مليون طن، يعتبر مجالاً عظيماً جداً للتعاون بين البلدين وذلك لسببين: الأول أن السعات الكبرى لتخزين الغلال في السودان مسألة حيوية وإستراتيجية، لأنها من لوازم الأمن الغذائي للسودان.
والثاني هو رمزية إعادة التحديث بواسطة روسيا، لأن صومعتي بورتسودان والقضارف بناهما الاتحاد السوفيتي السابق في ستينيات القرن الماضي، وبالتالي تمثل إعادة التحديث بواسطة روسيا وريثة الاتحاد السوفيتي السابق رمزية لعمق العلاقات بين لشعبين لعشرات السنين.
الأمر الثاني الذي يمثل أمرا ذا أهمية إستراتيجية بالغة للسودان هو اقتراح الجانب الروسي بأن يستفيد السودان من تكنولوجيا (قلوناس) GLONASS الروسية التي تستخدم في مجال أنظمة الملاحة عبر الأقمار الاصطناعية (أيروقلوناس).
وذلك بغرض إنشاء نظام وطني للاستجابة السريعة في حالات الطوارئ، نظم القيادة والسيطرة لأجهزة الشرطة وأجهزة الأمن الخاصة، مراقبة المركبات، وتحديد مواقع الموارد الطبيعية وإدارتها.
معلوم أن نظام GLONASS الروسي هو نظام ملاحة بالأقمار الاصطناعية يأتي في المرتبة الثانية عالمياً من حيث الأهمية بعد نظام GPS الأمريكي، وقبل نظامي GALILEO الأوروبي و Beidou الصيني.
هذا الأمر يكتسب أهميته من أن نظام GPS الأمريكي محظور على السودان رسمياً.
الأمر الثالث الذي علينا الاهتمام به في الوقت الحالي هو التجارة مع روسيا، إن حجم التبادل التجاري مع روسيا لا يتجاوز في الوقت الحالي 110 ملايين دولار في السنة، في حين تبلغ الصادرات الروسية للخارج 520 مليار دولار.
وتبلغ الواردات لروسيا من الخارج 324 مليار دولار وتشمل المعدات والحديد والصلب، المواد الطبية والكيماويات، اللحوم، الفواكه.
أبرز الشركاء التجاريين لروسيا الصين، ألمانيا، ايطاليا، تركيا، هولندا، بيلوروسيا مع عدد من الدول أبرزهم تركيا والولايات المتحدة وعدد من دول الاتحاد الأوروبي، وبالتالي انحسار تعاملها الاقتصادي والتجاري مع هذه الدول، فإن الفرصة تبدو مواتية للجانب السوداني لفتح مجالات صادرات اللحوم والخضروات والفواكه مع روسيا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق