وقائع الحوار الوطني حقائق وأرقام!

بكل المقاييس الموضوعية – وعلى نحو حيادي تام – فإن وقائع الحوار الوطني الجارية حالياً في العاصمة السودانية الخرطوم تشير وبوضوح تام إلى أن هذا المشروع الوطني الإستراتيجي وعلى أقل تقدير استطاع أن يحقق نجاحات على صعيد التحاور وانتعاش بين عدد مقدر من الفرقاء السودانيين والمكونات السودانية السياسية والمسلحة المختلفة في فترة لا تتعدى الشهرين! فعلى سبيل المثال فإن متابعتنا اللصيقة لفعاليات الحوار في الفترة الممتدة من (11 أكتوبر وحتى 20 نوفمبر 2015) أسفرت عن جملة حقائق يصعب تجاوزها أو الإستهانة بها بحال من الأحوال فإذا ما قرأنا المحاور الست الأساسية الجاري حولها الحور وهي :
1- الهوية. 2- الاقتصاد. 3- العلاقات الخارجية. 4- السلام والوحدة. 5- الحكم ومخرجات الحوار. 6- الحريات الأساسية فإننا نجد نتيجة مهمة جداً ففيما يتعلق بالبند الأول مثلاً وهو الهوية فإن هذا المحور انعقد بشأنه حوالي (18) إجتماعاً في المدة المشار إليها وتم تقديم (49) ورقة عمل فيها وشاركت في مداولاتها (11) شخصية قومية، وشارك حوالي (84) تنظيم سياسي ومسلح في مداولاتها وأفضى كل ذلك إلى أن (540) شخصية تداولت وتناقشت في محور الهوية هذا في معدل زمني يصل إلى (70) ساعة!!.
أما الاقتصاد وكلنا نعلم أهمية هذا البند وضرورة التحاور فيه فإن الإجتماعات التي انعقدت بشأن الاقتصاد بلغت (20) اجتماعاً وبلغت عدد الأوراق العلمية التي قدمت (72) ورقة وهو ما يكشف الاهتمام الواسع الكبير الذي حظي به هذا المحور وشاركت (6) شخصية قومية غير حزبية في مداولات محور الاقتصاد كما حضرت وشاركت في هذا المحور الخاص بالاقتصاد (71) تنظيم سياسي ومسلح بحيث أن المشاركين في المدة الزمنية المشار إليها وصل إلى (406) شخص في مدى زمني وصل بالساعات إلى (80) ساعة.
وأما فيما يخص محور العلاقات الخارجية فإن عدد الاجتماعات المنعقدة بلغ (18) إجتماع وقدمت فيها (55) ورقة عمل وشارك فيها (6) من الشخصيات القومية ووصل عدد التنظيمات التي شاركت في هذا المحور (109) تنظيم!
ليبلغ عدد الذين شاركوا إجمالاً طيلة أيام التداول المشار إليها أعلاه (453) شخصية في مدى زمني بلغ (70) ساعة. وفيما يخص المحور الرابع الخاص بالسلام والوحدة فإن عدد الاجتماعات بلغت (19) اجتماعاً قدمت خلالها (50) ورقة عمل.
وقدمت فيها (4) محاضرات وحضرتها (9) شخصية قومية ووصل عدد المشاركين في مداولاتها من التنظيمات المختلفة (102) تنظيم ليصل العدد الكلي للمشاركين (480) شخصية في برهة زمنية بلغت(69) ساعة. المحور الخامس المتعلق بقضايا الحكم والمخرجات فقد شهد تقديم (64) ورقة عمل أفرد لها (20) اجتماعاً حظي بمدة زمنية بلغت(65) ساعة شارك خلالها (91) تنظيم في المداولات مع حضور (12) شخصية قومية وتقديم (12) محاضرة. أما المحور السادس والأخير الخاص بالحريات الأساسية فقد انعقد لها (17) اجتماعاً أخذ وقتاً بلغ (72) ساعة حضرته (74) تنظيم وشارك فيها (265) شخص وقدمت (62) ورقة عمل في حضور(4) شخصية قومية!
هذه الحقائق التي استطعنا الوقوف عليها – ميدانياً – وعن قرب من خلال حضورنا ومتابعاتنا لمجريات الحوار تشير إلى أن هذه الحوارات حظيت بالقدر المعقول من الجدية وهو ما يستفاد منه أن عملية الحوار في حد ذاتها وبغض النظر عن نتائجها ومخرجاتها جرت على النحو المأمول والمطلوب!