الأربعاء، 23 ديسمبر 2015

حوار مدير الجهاز.. حضور (المعلومة) الغائبة!

* حققت الصحفية (النابهة) لينا يعقوب بصحيفة السوداني ضربة صحفية (قاصمة) بحوارها مع الفريق أول أمن مهندس محمد عطا المولى عباس مدير عام جهاز الأمن والمخابرات الوطني، والحوار (المهم) بدأت نشره بالسوداني على خمس حلقات، وعندما يطالع القراء هذا العمود يكون الحوار قد وصل للحلقة الرابعة. * الحوار الذي نفذته (لينا يعقوب) بأديس أبابا أثناء وجودها هناك في مهمة صحفية، تناول عدد من قضايا الساعة الملحة، وتأتي أهميته أنه جاء في زمان مناسب لأي صحفي، ولاقى (توقيت) تمور فيه قضايا السودان وتملأ صفحة الأحداث اليومية. * الفريق أول محمد عطا شخصية ذات درجة عالية من (الأهمية) وأي حديث يقوله يجب أن يوزن بـ(ماء الذهب)، باعتبار أنه الشخصية الممسكة بالعديد من الملفات التي يضطلع بها جهاز الأمن والمخابرات، وتتضاعف أهمية الحوار بأنه ناقش قضايا كثيرة وكشف الوجه الذي يفكر به جاهز الأمن حيال قضايا الوطن. * شملت الحلقات الـ(ثلاث) التي اطلعت عليها من الحوار مواضيع كثيرة ومتشعبة، ليس أولها علاقة الجهاز بالصحافة والصحافيين والكيفية والنظرة التي ينظر بها قائد جهاز المخابرات للصحافة، مروراً بالعديد من الموضوعات الملحة والملتهبة. * تناول الحوار إلى جانب العلاقة مع الصحافة قضايا الحوار الوطني والتعامل مع الأحزاب وتهمة محاباة المؤتمر الوطني وقضايا الحركات المسلحة وتداعيات الحرب والسلام بالإضافة إلى الحركات المتطرفة وتنظيم (داعش) وما دار حوله من حديث. * حقيقة لم تترك الصحيفة سؤالاً أو(مظنة) استفهام إلا وطرقته، فالحوار بما حواه من موضوعات وقضايا يستحق أكثر من مجرد عمود، وما قدمه من معلومات يصلح لأن تكون مادة دسمة للمحللين والمعلقين، وقطعاً سنعود لما حواه في تطواف قادم بحول الله، لكنني اليوم بصدد التعليق على جزئية بسيطة في الحوار تتعلق بالعلاقات مع دولة جنوب السودان وكيفية التعامل مع الحركات المسلحة التي تتخذ من الجنوب مأوى لها. * قال عطا أن دولة جنوب السودان لم تعد تلك الدولة التي كانت قبل عامين، بعد أن اندلعت فيه الحرب، وأكد أن حركة العدل والمساواة بالإضافة إلى ما حاق بها في (قوز دنقو) ورطت نفسها في خلافات جنوب السودان، الأمر الذي جعل أحد أطراف الاتفاقية يصر على ضرورة طرد هذه الحركات خارج الجنوب، وبات ذلك بنداً منصوصاً عليه في الاتفاقية. * عطا كشف موقف جنوب السودان من الحركات بقوله أن الجنوب يرى طرد حركات دارفور، بينما يفضل عقد وساطة بشان (قطاع الشمال)، وهذا يعني بحسب عطا أن الجنوب يمكنه التضحية بحركات دارفور لكن لا زالت لديه (رغبة) لمساعدة قطاع الشمال. * وأضاف عطا (وهنا مربط البعير)، بالنسبة للتوسط مع القطاع فالفكرة مرفوضة، وبالنسبة لحركات دارفور قلنا لهم(اذا قمتم بطرد الحركات إلى داخل السودان سنقاتلها وستعود مجدداً إلى الجنوب، وسيكون الأمر مجرد لعب، واقترحنا عليهم – أي الجنوبيين – ان يقوموا بتجريد الحركات من السلاح. * الموقف السوداني الذي أعلنه عطا بخصوص الحركات (الدارفورية وقطاع)، موقف مدروس ومبرر بحسب المعطيات التي ذكرها مدير الجهاز، لكنه لم يشف (غليل) المراقب بخصوص مسألة العلاقة مع دولة جنوب السودان وإلى أي منحى تسير؟ بالإضافة إلى الزوايا التي يمكن أن يطرقها السودان في هذا الجانب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق