الثلاثاء، 29 ديسمبر 2015

مالك عقار .. (عمدة بلا أطيان)!!

لم تقف تداعيات النزاع المدهش حول رئاسة ما يسمي بالجبهة الثورية بين مالك عقار وجبريل إبراهيم عند حد انهيار الجبهة الثورية وافتضاح أمر قادتها كونهم لا يؤمنون بالتداول السلمي للسلطة حتى على مستوى تنظيماتهم بينما يطالبون بها باستمرار على مستوى السودان!
التداعيات مضت وتدحرجت مثل كرة الثلج لتصل إلى إنهيار قطاع الشمال نفسه على خلفية ما عرف إعلامياً مؤخراً بالانقلاب المفصلي داخل القطاع حين تقرر عزل مالك عقار من رئاسة القطاع وتولية العميد محمد يونس بدلاً عنه لرئاسة القطاع الخاص بولاية النيل الأزرق.
ولربما اعتقد البعض أن هذا الانقلاب مألوف، جرى مثله في مرات عديدة داخل الحركات المسلحة.
ولربما اعتقد البعض أيضاً – جرياً على حالات سابقة في حركات أخرى – أن الأمر لا يتعدي مجرد خلاف داخلي أفضي إلى نتيجة عادية.
ولكن الحقيقة تقول إن ما جرى مؤخراً داخل قطاع الشمال بالنيل الأزرق زلزال حقيقي مدمر للغاية وفقاً للمؤشرات الآتية:
أولاً القائد الذي قرر عزل عقار يحظي بقاعدة قوية من المقاتلين والجنود ويتمتع بقدر كبير من العقلانية والذهن السياسي المنفتح.
وبذا فان الرجل سحب البساط تماماً من تحت أقدام عقار للدرجة التي قيل فيها – من مصادر موثوقة داخل القطاع – أن عقار أسر إلى بعض جلسائه القريبين جداً أنه يفكر جدياً إما في اعتزال العمل المسلح، أو في العودة – منفرداً – إلى السودان.
ثانياً عقار القائد ينتمي إلى النيل الأزرق فقد كل قواعده، منذ أن حمل السلاح واتضح أنه وحتى هذه اللحظة ما يزال (جندياً مخلصاً) يتبع في التسلل القيادي لقيادة الجيش الشعبي في جوبا!.
أهل النيل الأزرق ليسوا معينين بمثل هذه التبعية المخالفة لكل الأعراف الوطنية!
ثالثاً: الحركة الشعبية قطاع الشمال في النيل الأزرق ظروفها وقضاياها ليست مطابقة لقضايا جنوب كردفان.
رابعاً: مشروع الحوار الوطني الجاري حالياً في الخرطوم فيه فسحة سياسية واسعة لحلحلة قضايا المنطقة وقد التزم الرئيس البشير – غير ما مرة – بتنفيذ مخرجات الحوار، فلماذا إذن الحرب؟
هذه المؤشرات، هي التي تقلل الآن من فرص مالك عقار في استعادة مكانته التنظيمية في قطاع الشمال، فقد أصبح الرجل كما تقول الأمثال (عمدة بلا أطيان)، ومن الطبيعي الآن يجد له مكانه في جنوب كردفان لأنه لا ينتمي إلى تلك المناطق.
عموماً، هذه نتيجة طبيعية للمواقف غير المسئولة التي ظل ينتهجها قطاع الشمال حيال تعاطيه مع قضايا المنطقتين واستهتاره بالمفاوضات وعدم اكتراثه لتطاول أمد معاناة أهل المنطقتين!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق