الاثنين، 14 ديسمبر 2015

أداء الجيش السوداني في اليمن.. حقائق ووثائق!!

حينما نفى الجيش السوداني على لسان ناطقة الرسمي العميد أحمد خليفة الشامي سقوط أي قتيل من بين وحداته العاملة ضمن قوات إستعادة الشرعية في اليمن لم يكن النفي هذا مجرد نفي، وإنما كان متسقاً مع حقائق الواقع على الأرض في مسارح القتال في اليمن. وهي حقائق مفتوحة للميديا الدولية ولا مجال لأحد لأخفاء واقعة أو تلوينها بأي لون. ولكن كان واضحاً بالمقبل أي من أطلق هذه الشائعة يهدف إلى تثبيت الهمم، ومحاولة تجنيس الدور المحوري الهام الذي بات يلعبه السودان في محيطه العربي والإقليمي. كثيرون هم الذين خنقتهم عبرة الغيرة السياسية والحسد جراء إستعادة السودان لدوره الإقليمي وإعادة ترتيب مكانة في العمل العربي المشترك. بعض غلاة المعارضين من قوى المعارضة السودانية تألموا غاية الألم حين أصبح السودان فاعلاً بين أشقائه العرب وحاضراً في عمق القضايا العربية لأن إستراتيجية هؤلاء المعارضين – لسوء حظهم – قامت في جزء كبير منها على على ترسيخ عزل السودان من كل محيطه ليسقط في النهاية فائراً جراء هذه العزلة. ولهذا فإن من الطبيعي بث أخبار وشائعات عن الوحدات السودانية العاملة في عاصفة الحزم لإثبات فشل السودان في هذا الصدد. غير أن الأمر ما لبث أن انقلب على هؤلاء بصورة دراماتيكية باهرة. فالوحدات المقاتلة في اليمن الشقيق نجحت في تحقيق هدف غال في معركة (الشريجة) وأذهلت الوحدات السودانية الرأي العام في اليمن والقوات الحليفة بأدائها العالي المستوى وتكتيكاتها المسنودة بخبرة عقود مما أتاح للقوات الحليفة تحقيق نصر غالي ولا يقدر بثمن. ولا شك أن المستخلص الأساسي والمهم من هذه الوقائع لا يقف فقط عند حدود ترسيخ الثقة في الجيش السوداني ذي التاريخ البطولي التليد، وكونه عزز هذه الثقة حتى وهو يعمل خارج أرضه.
ولكن الأمر أكبر من ذلك بكثير فمن جانب أول فإن مؤدي هذا الأداء البطولي الرفيع أن الجيش السوداني لا مجال لحمل السلاح ضده هنا في الداخل للإنتصار عليه وكسر نواته الصلبة! لقد تأكد للذين يحملون السلاح في وجه الجيش السوداني سواء في جنوب كردفان والنيل الأزرق أو إقليم دارفور أن هذا الجيش أقوى وأكبر بكثير من أن تقصم ظهره، قوى مغامرة طرفية لا تدرك طبيعة هذا الجيش وجذوره الضاربة في التاريخ! ومن جانب ثان، فإن قدرات هذا الجيش التي برزت بقوة في مسرح قتال مختلفاً تماماً، هي قدرات متطورة ولديها الخبرة الكافية لإحداث الفرق في أي مسرح قتال، وهذه نقطة مهمة، تتزايد أهميتها كلما توهم بعض غلاة المعارضين أن بإمكانهم – عند أي تسوية سياسية مقبلة – إدخال الجيش السوداني في عملية التسوية أو محاولة المساس بتكوين! هذا الجيش ذي طبيعة مهنية واضحة بشهادة الخبراء وبشهادة مسارح العمليات المختلفة ولا مجال للتشكيك في مهنيته.
ومن جانب ثالث فإن القوى المسلحة التي تقاتل الدولة السودانية الآن وتطمح في أن تحل جيوشها (الراكبة على العربات) محل جيش عريق محمي بخبرات طويلة راسخة، عليها أن تقرأ الأمر قراءة موضوعية صادقة وأن تعيد النظر في توهماتها اليوم قبل الغد!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق