الأحد، 27 ديسمبر 2015

الحركات السودانية المسلحة.. نهايات غير سعيدة!!

تتراجع عملياً وعلي نحو واضح فرص العمل المسلح في السودان.
والناظر لمسارح القتال الطرفية في هذا البلد الذي عاش واقعاً أليماً طوال عقود من السنوات يلحظ بوضوح أن فوهات البنادق في المناطق الملتهبة لزمت الصمت منذ سنوات وفي كثير من المناطق تلاشت أصوات هذه البنادق بل وخلت تماماً من البنادق نفسها.
ربما تتعدد الأسباب والمسببات وربما تتداخل العوامل هنا وهناك ولكن من المؤكد أن حقائق الواقع علي الأرض ما لبثت أن عبرت عن نفسها أن الحرب لعينة، ولا تحقق هدفاَ ولا تبني وطناً.
ونحن هنا لسنا بصدد الغوص عميقاً في لجج هذه الأسباب التي أزهدت الكثيرين في حمل السلاح فالوقت لم يحن بعد لهذا المبحث الهام.
ولكننا بصدد قراءة واقع العديد  من الحركات المسلحة في السودان التي كانت قد حملت السلاح وهي طامحة وربما طامعة في الوصول – ليلاً أو فجراً – إلي الخرطوم واقتحام القصر الرئاسي قبالة النيل وإحكام السيطرة علي الأمور.
أو علي أقل تقدير الحصول علي ميزة سياسية عبر تفاوض تمنحهم قدراً من السلطة والثروة وبعض الأحلام السياسية الصعبة!.
هذه الحركات السودانية المسلحة – لسخريات القدر ومفارقاته -  هي الآن في مفترق طرق تاريخي، تتشعب بها السبل والطرقات ولكن  الأمر الأكثر وضوحاً أن هذه الحركات فقدت عملياً كل قدراتها الحقيقية والزائفة في إحداث أي أثر عسكري أو سياسي في الواقع السياسي السوداني.
فالحركة الشعبية (قطاع الشمال) وقع فيها مؤخراً ما يمكن تسميته انقلاباً تاريخياً مفجعاً بكل المقاييس حين قررت عزل زعيمها مالك عقار وتسميته العميد (محمد يونس) قائداً لها وقرر الأخير عبر بيان مكتوب انحيازه الحاسم للحوار والعملية السلمية.
الحركة الشعبية قطاع الشمال لحظة وقوع هذا الحدث المدوي كانت في حالة ضعف أصلاً فقد كانت تخوض نزاعاً مريراً داخل ما يسمي بالجبهة الثورية جراء النزاع علي رئاسة الثورية! فهي لوجت ضعفها ذاك بهذا التغيير الكبير الذي قضي تماماً علي أخضرها فضلاً عن يابسها!!
ولندع الحركة الشعبية (قطاع الشمال) في مأساتها غير المنتظرة، ولننظر إلي حركة العدل والمساواة!، أنظر إلي حركة العدل والمساواة في العام 2008 وهي تجتاح – بجرأة – العاصمة السودانية الخرطوم، ثم أنظر إليها الآن!!
الفارق جلي جداً فقد انسلخت عنها في غضون ثلاثة سنوات فقط أكثر من (4) مجموعات قبلت بالعملية السلمية!
ثم فوق هذه الانسلاخات، فقد قصم ظهر الحركة عسكرياً في معركة (قوز دنقو) الشهيرة، يوم أن شيعت الحركة إلي مثواها الأخير وقد أنفحم عراها وتضعضعت سلسلتها الفقرية تماماً!! ضربة (قوز دنقو) كانت هي شهادة الوفاه الحقيقية لحركة العدل والمساواة بحيث بات من المستحيل في الوقت الراهن، أن تستطيع الحركة خوض تمارين رماية بالذخيرة (غير الحية) مع أي أفراد من الجيش السوداني أو قات الدعم السريع!
حركة منياوي حدث ولا حرج، الرجل لفرط مأزقه لا يدري أين يبيت ليلته، فبعض قواته محتجزين لدي مجموعات ليبية مسلحة وبعضها الآخر كان قد قضي نحبه في معارك دولة الجنوب العبثية وبعضها الذي يعد علي أصابع اليد يتخفي تخفياً في مناطق معروفة في دارفور!!
حركة عبد الواحد هي الأخرى ليست بأفضل حظاً.
ذكاء عبد الواحد الوحيد أنه (يلتزم الصمت) !!
فقواته (القبلية) المتخفية داخل كهوف جبل مرة طال بها الزمان وهي تتخفي وتتحاشى مواجهة قوات الدعم السريع، هذا التخفي (الطويل) جعل أفراد قواته يعيشون في رعب و(فوبيا) من يوم المواجهة المحتوم والرجل حائر لا يدري كيف يفعل!
مجمل المشهد علي مسارح العمل المسلح يفيض بالبؤس ويثير الشفقة، فقد احترف هؤلاء العمل المسلح ولم يكونوا حريصين علي ضميرهم الوطني ولا علي أهلهم وعشيرتيهم ولذلك فإن المفاجآت بشأن موت وتلاشي هذه الحركات المسلحة سوف تتري وتتصل باستمرار فتلك هي أحكام التاريخ التي لا تجامل أحداً!!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق