الثلاثاء، 22 ديسمبر 2015

قطاع الشمال .. عودة التجنيد ألقسري للأطفال

كشفت قيادات بارزة بمنطقة جبال النوبة عن عمليات تجنيد قسري طالت أطفالاً قصراً أعمارهم دون سن العاشرة من قبل قطاع الشمال، أوضحت أنه يتم تدريبهم بمعسكرات ولاية الوحدة داخل دولة الجنوب، ودعت المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي لمحاسبة المتورطين في تلك الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان.وقال القيادي بمنطقة جبال النوبة، آدم جمال أحمد "نمتلك وثائق تثبت تورط قطاع الشمال في عمليات تجنيد الأطفال إلى جانب صور الأسرى بمنطقة قوز دنقو ومعسكر ييدا بجنوب السودان".وشدد على أن ما يجري داخل معسكر تجنيد الأطفال مخالف للقوانين والأعراف الدولية، وأشار إلى أن قطاع الشمال يستخدم المواطنين دروعاً بشرية لتحقيق مكاسب شخصية والاسترزاق بقضاياهم.مضيفا أن عملية تجنيد الأطفال ممارسة قديمة ظلت الحركة الشعبية تتبعها لفقدانها العشرات من الجنود في معارك الصيف الحاسم مع قوات الدعم السريع.
فتجنيد قطاع الشمال لإطفال يؤكد أنه رضع التمرد على القيم والأخلاق من ثدي الحركة الشعبية الأم، لا حيلة له إلا المتاجرة بأرواح الأطفال، ضاربا عرض الحائط بكل شعاراته الثورية ومناداته بحقوق الإنسان وبناء المجتمع المدني الذي يقوم على احترام حياة الإنسان، فما بالك بالأطفال الأبرياء، ولكن من شب على شيء شاب عليه،
ويقول مراقبون أن تجنيد قطاع الشمال وحركات دارفور للاطفال القسر أمر ظل يتكرر منذ تسعينات القرن الماضي وعلى أيام القتال الضاري الذي كانت تشهده ساحات الجنوب بين الجيش الشعبي والقوات المسلحة السودانية، ويُقال تاريخياً إن د. جون قرنق في ذلك الحين ابتكر هذا الأسلوب المخالف للمواثيق الدولية سعياً منه لإنشاء ما كان يعتقده بالسودان الجديد.
الآن ولسخريات القدر عاودت قوات قطاع الشمال عقب الهزائم المتواصلة التي منيت بها جراء عملية الصيف الحاسم التي يقودها الجيش السوداني والتي تسندها قوات الدعم السريع لتجربة تجنيد الأطفال قسرياً. المتمرد عبد العزيز الحلو الذي استعصت عليه عمليات الرتق والترقيع في ميادين القتال إثر تساقط النقاط الحصينة تباعاً، وبعد أن قام بعمليات استنفار واسعة النطاق شملت العاصمة الجنوبية جوبا والعاصمة المصرية القاهرة وواصل نداءاته وصرخاته إلى هولندا وألمانيا باحثاً عن متطوعين من أبناء النوبة لتشكيل حائط دفاع أمام تحركات الجيش السوداني، كانت المحصلة متواضعة للغاية، فاضطر تحت ضغط تطورات الميدان التي لا تنتظر إلى إصدار تعليماته بضرورة اللجوء إلى عمليات تجنيد الأطفال قسرياً.
الأمر المستغرب في تعليمات الحلوالأخيرة في هذا الصدد انه ركز بصفة خاصة على مناطق بعينها، ويُقال في هذا الصدد إن تركيزه على تلك المناطق نابع من معرفته بأن سكان تلك المناطق يتمتعون بصحة إنجابية جيدة والأطفال -كما قال لجلسائه- ينتشرون بكثرة فيها!
وتشير مصادر متطابقة من سكان منطقة هيبان في جنوب كردفان وهي واحدة من المناطق المهمة في جبال النوبة شهدت تجميعاً لمئات الأطفال تم الدفع بهم فعلياً إلى معسكرات تدريب تقع على الحدود السودانية الجنوبية وأبرزها معسكر (إيدا).
المنظمات الطوعية الأجنبية -بطبيعة الحال على علم وإدراك تام بكل هذه التحركات والمؤسف في الأمر إن بعض هذه المنظمات لديها (سجل كامل) بأعداد هؤلاء الأطفال والمناطق التي جرى إحضارهم منها، ولكنهم –لأسباب غير واضحة– لم يحركوا ساكناً بل لم يسجلوا في تقاريرهم لا من قريب ولا من بعيد أي اشارة إلى هذه العملية المصادمة تماماً للقوانين الدولية!
غير أن السؤال المركزي في هذا الصدد هو هل يكفي تجنيد هؤلاء الأطفال -بعد فشل عمليات الاستنفار- لحماية مناطق ونقاط قوات القطاع والحيلولة دون سقوطها في أيدي الجيش السوداني؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق