الاثنين، 28 ديسمبر 2015

تمديد الحوار الوطني.. مفاجآت في الطريق..!!

في الأسبوع الأخير من الشهر الماضي، كانت الأمانة العامة للحوار الوطني تبلغ الإعلاميين الذين احتشدوا في مؤتمر صحفي محضور بأنها لا تمانع في تمديد الحوار الوطني إذا حدثت تطورات إيجابية في المفاوضات مع الحركة الشعبية قطاع الشمال أو استجدت وقائع تستلزم هذه الخطوة.
الحديث أعلاه كان يحمل تعليقاً على سؤالي للمنصة وقد استبانت في ذلكم اليوم قسمات جولة جديدة من المفاوضات بين الحكومة وقطاع الشمال وتصاعد الجدل حول الملتقى التحضيري بين آلية (7+7) والحركات المسلحة في أديس أبابا.
بالأمس قررت لجنة التنسيق العليا بمؤتمر الحوار (7+7) تمديد فترة الحوار الوطني لأجل غير مسمى، بعدما كان مقرراً رفع جلساته في العاشر من يناير المقبل.
التطور يشير إلى وجود تحولات جدية في مسيرة الحوار استلزمت الانتظار وتمديد المهلة بهدف إلحاق عدد من القادمين.
مساعد رئيس الجمهورية، نائب رئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب، عضو الآلية، إبراهيم محمود حامد وصف أسباب التأجيل بأنها منطقية وواقعية وتتمثل في رغبة العديد من الممانعين في الحركات والأحزاب الانضمام للحوار، وبالتالي منحهم وقتاً إضافيا.
من الواضح أن هنالك تطورات موضوعية طرأت على ملف الحوار استدعت أن يمنح القادمون مهلة جديدة ترى أمانة الحوار أنها ستعزز الحوار وتمضي به إلى الآفاق المأمولة.
بقراءة التطور مع الحديث المتفائل عن اتفاق وشيك مع الحركة الشعبية قطاع الشمال ربما تكون الخطوة القادمة حاسمة في مسيرة الحوار الوطني وهو يستوعب قوى جديدة تملك من الثقل السياسي والميداني ما يؤهلها لأن تقلب موازين الفعل السياسي وتضيف زخماً ونجاحاً لمسيرة الحوار التي باتت تؤتي أكلها.
لا أعتقد أن آلية الحوار ستقبل على تمديد الحوار دون أن تكون على علم بأن هنالك جهات تستحق اللحاق بعملية الحوار الوطني لتشكيل مستقبل السودان في ظل أكبر قدر من الإجماع بين أبناء الوطن الواحد.
الحديث عن تطورات موضوعية وتحولات جدية يحتمل تفسيرات عديدة تصب إيجاباً في مسيرة الحوار خاصة مع نشاط الاتصالات بالحركات المسلحة وفتح جسور التواصل مع شخصيات مؤثرة في بنية العمل السياسي.
خيراً فعلت آلية الحوار الوطني وهي تنتظر بعض المترددين وتمهلهم وقتاً إضافياً للحاق بالحوار الوطني، المتأمل لخطاب الإمام السيد الصادق المهدي في عيد ميلاده الثمانين أمس الأول يلحظ بوضوح التحول الكبير في مواقف الرجل باتجاه العودة والانخراط في مسيرة الحوار الوطني يقول المهدي في خطابه : وفي هذا تأكيد على أن المهدي بات أكثر ترحيباً بالعودة وهو يشير في خطابه إلى بشرى أخرى تجعل من عودته وشيكة (تقول لقد اقتنع النظام الحاكم بأن يكون الحوار الوطني جامعاً لا يعزل أحداً ولا يهيمن عليه احد، واقتنع بقرار مجلس السلم والأمن الأفريقي رقم 539، وأن هنالك خلافات تجاوزها ممكن). وهذا هو مربط الفرس.
تمديد أجل الحوار الوطني سيمنح المهدي فرصة جديدة لترتيب أوراق العودة مع تباشير وصول قيادات أخرى في العمل السياسي والمسلح ويبدو أن الطريق بات سالكاً الآن لاختراقات حقيقية في ملف الحوار الوطني، حديث الرئيس البشير المتكرر خلال الفترة الماضية عن بشريات يستبطن كثيراً من الأسباب التي حدت بأمانة الحوار لإعلان قرار التمديد.
لو كان الحوار الوطني مولداً سياسياً لإحداث زخم يتجاوز بالحكومة الضغوط الدولية و(يبيض وجهها) أمام اللوبيهات لانفض الآن بما حققه من نتائج وما جاء به من قضايا ومقررات واقتراحات، ولكن قرار تمديده يشير إلى جدية المؤتمر الوطني وآلية (7+7) في إحداث تحول حقيقي يتجاوز بالسودان دوامة الحرب ويغادر به محطة عدم الاستقرار السياسي.
خطوة تمديد أجل الحوار تمنح الحكومة مصداقية كبيرة في سعيها للم الشمل وعدم (كلفتة) الحوار بما يحقق رغبات وأجندة خفية تتمثل في إطالة أمد الحكم أو إدارة معركة لـ(كسب الزمن)، كان بالإمكان أن يغلق باب الحوار بما تحقق ولكن الامتثال لصوت العقل يحتم انتظار جميع أبناء السودان من الراغبين في الحوار.
(على كل) قرار تمديد الحوار الوطني جاء رداً عملياً وبليغاً على الأصوات التي كانت تشكك في العملية برمتها، هو قرار يفتح الباب أمام قادمين جدد من المؤكد أن انضمامهم لمسيرة الحوار الوطني ستحدث زلزالاً جديداً في الساحة السياسية، إذا فلننتظر المفاجآت القادمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق