الاثنين، 24 يوليو 2017

المكتب السياسي لحزب الأمة القومي.. فشل ومعاناة من نوع خاص!

 لم تقتصر معاناة حزب الامة القومي بزعامة السيد الصادق المهدي على الانشقاقات والإنسلاخات المتتالية التى أفضت في خاتمة المطاف الى جعل الحزب جزء من مجموعة أحزاب تحمل اسم حزب الامة مع تمييزها فقط بإسم الزعيم الذى يتزعمها، ومع كل لذلك وإلى عهد قريب كان السيد الصادق المهدي يباهي بأن حزبه هو الاكبر والقوى والأكثر تأثيراً.
مؤخراً ظهرت معاناة من نوع آخر داخل حزب الامة القومي، وقبل ان نعرض لجانب من هذه المعاناة المبكية والمضحكة، لابد ان نشير إلى (خفوت) صوت الحزب فى الاشهر الاخيرة التى تلت عودة السيد الصادق المهدي من مهجره الطويل الذي امتد لعامين ونيف!
لا احد يسمع صوتاً لحزب الامة القومي، ولا أحد يعرف ما إذا كان فى حالة (سبات عميق) أم غيبوبة سياسية بفعل حالة هبوط حاد فى دورته الدموية؟ والى حين العثور على اجابة على هذا التساؤل، فإننا نحاول ان نقف على المعاناة الداخلية الخاصة التى يعاني منها الحزب.
بداية قد يستغرب القارئ الكريم اذا علم ان المكتب السياسي للحزب -دعك من الحزب عموماً- لديه معاناته الخاصة والتى تتمثل في تعذر انعقاده لمرات عديدة للدرجة التي اضطر معها رئيس الحزب لتشكيل لجنة مهمتها الاساسية (مراجعة إشكالية تعثر اجتماعات المكتب السياسي لعدم اكتمال النصاب)!
المكتب السياسي لحزب الامة القومي (غير قادرة على الانعقاد) لعدم اكتمال النصاب! وبلغ من تعقيد هذه المسألة انه تم تكوين لجنة لمعالجة الامر. وبالطبع لن يكون أمراً مضحكاً وطريفاً طالما كان الأمر كذلك، ان تجد اللجنة نفسها صعوبة في الانعقاد! أول ما فعلته اللجنة خلال انعقادها أنها تداولت حول الموضوع بعد ان تسلمت ملخصاً لدراسة الحضور لفترة ما بعد الهيئة المركزية.
ملخص الحضور كان مدهشاً لأعضاء اللجنة، فقد تبين لها أن الحضور المنتظم لأعضاء المكتب السياسي كان يتراوح ما بين 64 – 50 عضواً من مجمل عضوية المكتب السياسي البالغة 133 عضواً!
كما تبين لها أن الحضور غير المنتظم من الولايات البعيدة تراوح ما بين22 – 14 عضواً. و 18 من الولايات الأخرى! ممثلوا المهجر -خارج السودان- يتراوح عددهم ما بين 5 – 11 عضواً اغتربوا لأسباب خاصة بهم واصحبوا خارج السودان، وكان مضحكاً هنا أن هؤلاء صرفتهم مصالحهم الخاصة عن اجتماعات المكتب السياسي!
اما اصحاب الغياب الطويل المستمر فهم ما بين 24 – 29 عضواً وهناك 3 أعضاء لا تسمح لهم ظروفهم الصحية الصعبة بالحضور. هناك عضوان توفيا ولم يعين لهما بديل. وعضوان آخران تركا الحزب وانضما إلى حزب الآخر ولم يعين لها بديل! وعضوان آخران أيضاً جمد المكتب عضويتهما وما يزالا ضمن قائمة المكتب!
وتخلص اللجنة الى (صعوبة انعقاد المكتب ما لم تحدث معالجة لهذا الوضع) ثم تكتشف اللجنة ان لائحة المكتب السياسي ليست فاعلة اذا انها خلت من العقوبات حال غياب العضو لأكثر من3 اجتماعات متتالية، ثم تورد اللجنة على نحو طريف حقاً كيفية إيجاد المعالجة بضرورة ممارسة الاجهزة عملها! بمعنى أعمق فإن اللجنة في واقع الامر أوردت (توصيات) بأن (يشوف اعضاء الحزب شغلهم)! وليس هذا هو بيت القصيد ولكن المؤلم فى الامر ان (مكتباَ سياسياً) منوط به القيادة السياسية لحزب يدعي انه عريق و (صاحب آخر اغلبية برلمانية عام 1986) غير قادر على إلزام 133 عضواً لحضور إجتماعاته، ولا يملك لائحة فعالة لذلك ولجأ الى تكوين لجنة لإيجاد حل لازمة مكتبه السياسي!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق